العدد 5090 بتاريخ 13-08-2016م تسجيل الدخول


الرئيسيةالأعمدة
شارك:


متى آخر مرة استقال فيها وزير عربي؟

قبل يوم أو يومين فقط، قدّمت عايدة حاج علي، (29 عاماً) وهي أصغر وزيرة سويدية مسلمة من أصل بوسني، استقالتها من الحكومة بعد أن ضبطتها الشرطة وهي تقود السيارة تحت تأثير الكحول.

ووفقاً لصحيفة «أفتونبلادت»، فإنّ عايدة حاج علي وهي وزيرة التعليم الثانوي ورفع الكفاءات في السويد، كانت تقود سيارتها برفقة صديق لها عند عودتها من زيارة من العاصمة الدنماركية (كوبنهاغن)، متجهة إلى مدينة مالمو القريبة الواقعة في جنوب السويد، الخميس الماضي، حيث ضبطتها الشرطة وهي تقود تحت تأثير الكحول.

وقالت الوزيرة في مؤتمر صحافي صباح أمس (السبت)، إنها لم تكن تتوقع أن تقع تحت تأثير الكحول بعد كأسين من النبيذ في حفلة في كوبنهاغن.

وشدّدت على أنها قد ارتكبت بالفعل خطأ فادحاً، قائلة «مع هذا، فقد ارتكبت أكبر خطأ في حياتي، وهذه هي المرة الأولى التي أقود فيها بحالة سكر».

هذه الوزير السويدية ذات الأصول البوسنية، شربت كأسين من النبيذ فقط، فأسدلت الستار على حياتها السياسية التي بدأت للتوّ، بينما يشرب الوزراء في العالم الثالث محيطين ليس من النبيذ وحسب، بل من الفساد، ولا يجدون حرجاً في التشبُّث بمناصبهم، وكأنّ الفساد يزيدهم قوّة وصلابة بل وعزّة وأنفة!!

الفساد في دول العالم الثالث ومن بينها الدول العربية، لا يحتاج إلى جهد كثير لوضع الدائرة الحمراء على مَواطنه، فهو أوضح من قرص الشمس الذي لا يغيب عن هذا الجزء من العالم، ولكنّ المذهل هو أنك تشهد فساداً ولا تشهد فاسدين، فالوزراء والمسئولون هم آخر من يُشار إليهم بأصابع الاتهام؛ لذلك نادراً ما نسمع عن استقالة وزير، وإذا فاحت رائحة فساد وأزكمت الأنوف، فستثور زوبعة في فنجان قهوة عربية صغير، وستبتلع الزوبعة موظفاً صغيراً سرق مسماراً، ونعلن بعدها جميعاً انتصارنا الساحق على الفساد.

لا شيء يستنزف ثروات العالم الثالث كما يستنزفها هذا الجاثوم المُتربِّع على صدور ثروات هذه الدول المُنهَكة، ففي بلد مثل العراق مثلاً، وبحسب دراسات أكاديمية معتمدة يخسر هذا البلد الثريّ ما لا يقل عن 6 مليارات دولار سنويّاً بسبب الفساد، وهذا المبلغ الطائل يساوي موازنات دول.

وليت المعضلة تقتصر على وزراء مفسدين لا يخجلون، وإنما على الجهات المعنية بالرقابة، والتحقيق للكشف عن مواطن الفساد والمسئولين عنه، وملاحقتهم، والدساتير تعطيهم هذا الحق الأصيل، ولكنهم يترافعون للدفاع عن الفساد أينما تفوح روائحه الكريهة، ويتسترون عليه، بأدواتهم الرقابية التي لا تكون حادّة إلا على رقاب من يرفض هذا الواقع.

لنلقي نظرة خاطفة على عالمنا العربي من شرقه إلى غربه، وسنبصر كيف أننا نحتاج قبل أن نستثمر في أيّ مشروع اقتصادي أن نستثمر أدواتنا الرقابيّة، من خلال إعطاء المؤسسات المعنيّة دوراً حقيقيّاً، لنستطيع أن نتقدّم كما يتقدّم الآخرون في الضفة الأخرى من العالم.



أضف تعليق



التعليقات 23
زائر 2 | مقال رائع 10:43 م احنا وزرائنا آية ""مايخطئون حتى فليش يتحاسبون ""لذلك تجدهم مسمار في لوح تمر السنون والشعب مزكوم من تصرفاتهم ""جان زين يستقيلون ويفكونا منهم " رد على تعليق
زائر 3 | 10:53 م ما أتصور الى الآن في حالة لاستقالة وزير عربي.. وإلا كان سجلوا في كتاب غينس للأرقام القياسية رد على تعليق
زائر 4 | 11:28 م اتذكر استقالات وزير/وزيرة الصحة للكويت ولكن لدى بعش الدول لو يفنى الشعب بأكمله فلن يستقيل وزير بل ربما يقال بسبب هفوة او زلة تكون ضد مشروع طفل من عائلة تحكم احدى هذه الدول. من قول للامام علي حين ولي خلافة ان خلافتكم عندي اهون من عفطة عنز الا ان اقيم حقا او ادحض باطلا رد على تعليق
زائر 5 | 11:33 م نحن فقط نقول من أمن العقوبة أساء الأدب وهنا يأخذ سوء الأدب أشكال وألوان رد على تعليق
زائر 6 | 11:44 م اللي عندنا كأنهم ( لصقات جونسن ) اذا لصق ما ينشال الا بالعزر رد على تعليق
زائر 7 | 11:58 م كل واحد يقعد ع الكرسي ما يقوم الا اذا جاء الملاك يوديه لربه . رد على تعليق
زائر 8 | 12:00 ص الي بره عندهم احساس ام الموجود عندنا ... رد على تعليق
زائر 9 | 12:14 ص قبل عدة ايام استقالت وزيرة الصحة العراقية رد على تعليق
زائر 10 | 12:27 ص إذا كانت ثقافتنا الرقابية هي "إذا بليتم فاستتروا "، فماذا نتوقع؟ رد على تعليق
زائر 11 | 12:31 ص الاخ عقيل المالكي مال العراق لو ماشالوه بالقوه جان للحين داعش محتله العراق مع ايران رد على تعليق
زائر 12 | 1:02 ص عندنا مايشيله إلا عزرائيل آمين
زائر 14 | 1:19 ص كل انسان راح يُقال من الدنيا من يشرب كأس الموت الذي لا بد منه
فصبر جميل رد على تعليق
زائر 15 | 1:28 ص إستغفر ربك ياولد الحاج ميرزا ...
أنت تمبي تخسف إبنا ؟؟؟
الوزراء وإلي أكبر منهم مايصير يستقيلون هؤلاء غير عن البشر ...
يكفيهم إنهم متحملينا وهم ساكتين رد على تعليق
زائر 16 | 2:16 ص صح كلامك مال العراق مايستقيلون بسهوله لان هل الفرصه ماتجي الا كل 1400 سنه
زائر 17 | 2:27 ص في البلاد العربية لا يقال الوزير ولا يستقيل .
في البلاد العربية يمكن ان يستقيل الشعب بأكمله من الحياة من اجل عيون الوزير
في البلاد العربية ..... كلام كثير رد على تعليق
زائر 28 | أحسنت 6:49 ص أحسنت واحسنت
زائر 18 | 2:36 ص لا أستطيع أن أفهم هذا التطبيل و التغني بالغربيين و كأنهم ملائكة!
أولا و قبل كل شيئ هذه حكومات ديمقراطية - المناكفة و المكايدة السياسية بين الأحزاب كانت تحتم على الحزب الحاكم أن يرسل رسالة للوزيرة المذكورة (لم يعلن عنها طبعا) بأن مصلحة الحزب و الحكومة أهم من مصلحة الوزيرة الشخصية - أي من غير مطرود تفضلي قدمي استقالتك و ستقبل فورا.
ثانيا الوزيرة قامت بعمل مخالف للقانون و غير مسؤول و يعرض حياة المواطنين للموت و الخطر فضلا عن حياتها ... ماذا كنت تعتقد أن يحدث لها؟ تمنح وسام الشرف مثلا؟ رد على تعليق
زائر 26 | 5:42 ص بسيطة، عقدة النقص من الأجانب و الغربيين تحديدا ... تأليه و تقديس الخواجات هي الموضة الجديدة!
زائر 21 | 3:08 ص المشكله حتى لو يريد يستقيل لا يحق له علي أساس من عينك هو يحدد متي يعفيك والا أصبحت منبوذ. رد على تعليق
زائر 22 | 3:22 ص استقالة وزير الداخلية العراقية قبل شهر تقريبا بعد تفجير المرادة ( الاستثناء الوحيد ) رد على تعليق
زائر 23 | 4:18 ص قبل حوالي شهرين أستقال وزير الداخلية العراقي رد على تعليق
زائر 25 | 5:02 ص داعش معروف من الي مكنها في العراق وفتح لها مدنه وأبواب منزله وفعل به وبعرضه ما قد فعل و لا يخفى على أحد اي قطاعات من الجيش وفي أي المناطق محترقة وتعاونت مع داعش فخلط الأوراق مكشوف . رد على تعليق
زائر 27 | 5:54 ص إستقالة وزير الصحة في البحرين نزار البحارنة على خلفية أزمة البحرين السياسية في 2011 رد على تعليق