فوائد لحم الحمير!
تقشعر أبداننا من الوهلة الأولى عندما يكون الحديث عن لحم الحمير! ولكن إذا كان للعلم من كلمة مسموعة، فإنه يؤكد بإصرار على أن للحم الحمير فوائد جمة لا حصر لها ولا عد، لا تستطيع معها البقر والغنم صبرا!
قد يمتعض البعض من مجرد الحديث عن لحم الحمير، فضلا عن أكله؛ ناشفاً أو صالونةً أو مكبوساً، أو بريانياً، أو تحت القدر، أو حتى طهي رأسه باجةً في يوم شتوي بارد، ولكن على الرغم من هذا الامتعاض، لا أجد توقيتا أنسب من هذا التوقيت للحديث عن فوائد لحم الحمير الكثيرة والكبيرة، فنحن على مشارف شهر أكتوبر المجيد، الذي سنشهد فيه بعون الله وتوفيقه تنفيذ قرار رفع الدعم عن لحوم البقر والغنم.
تشير دراسة علمية شملت 15 حمارا، وتضمنت أهم العناصر الغذائية التي يحتوي عليها لحم الحمير، فهو غني جدا بالبروتين، وقليل الدهن؛ فكل 100 غرام منه تحتوي على 22.8 غراما من البروتين، و2.02 غرام من الدهون، و116 سعرة حرارية، و67.8 مليغرام كولسترول، ومن البوتاسيوم 343 مليغراما، والفوسفور 212 مليغراما، والصوديوم 52 مليغراما، والماغنسيوم 24 مليغراما، والحديد 3.80 مليغرامات، والكالسيوم 8.6 مليغرامات... ولا أعلم هل كان الخروف المدعوم حكوميا بملايين الدنانير طوال السنوات الماضية يشتمل على نصف هذه الفوائد أم لا؟!
فوائد لحم الحمير، لا تقف عند حد تغذية الجسم بالبروتين فحسب، بل هي بحسب مختصين في علوم التغذية تنمي درجة الذكاء لدى الإنسان، فالحمار على الرغم من مستوى الغباء الذي يتحلى به، إلا أن لحمه يمكن أن ينمي ذكاء الإنسان، وهو ما لا توفره لنا الغنمة المدعومة حكوميا، ولا البقرة التي نستخدم لحمها في وجبة الهريس الرمضانية!
ولا تقتصر فوائد الحمير على لحمها فحسب، فحليبها ومشتقاته توزن بالذهب أيضا، فجريدة «الديلى ميل» البريطانية سبق لها أن نشرت خبراً عن أغلى أنواع الجبن فى العالم أنتجتها إحدى مزارع الحمير بصربيا.
وقالت الجريدة تتم صناعة الجبن بأخذ 25 لتراً من لبن الحمير لعمل كيلوغرام من الجبن، الذى يعتبر أغلى جبن فى العالم، حيث يصل سعره إلى 800 جنيه إسترلينى (465 دينارا بحرينيا) للكيلوغرام وتعرف باسم «Pule». وقد وصف مذاق هذا الجبن بمذاق جبن المانشيجو الإسبانية بل مذاقه أكثر ثراء.
وأما فائدة حليب الحمارة زوجة الحمار فحدث ولا حرج، فالأطباء يؤكدون أنه الأقرب صحيا إلى حليب أمّ الإنسان، بل لحليب الحمير سر خاص في نضارة وجمال المرأة، فالتاريخ يؤكد بأن كليوباترا ابنة الفرعون بطليموس الثاني عشر، قد وُصفـت بأنها كانت جميلة وساحرة، لأنها كانت تستحم بحليب الحمير يوميا، فكان ذلك هو سر جمالها!
بعد كل ذلك الثناء على لحم الحمير، هل لنا شهية لأكل لحم غنمة أو بقرة؟! حسنا فعلت الحكومة برفع الدعم عن لحوم البقر والغنم!