«الوسط»... صحافة مسئولة
ثلاثة عشر عاما مضت على صدور صحيفة الوسط، وتلك السنوات كفيلة بأن تبرهن على أهمية دور الصحافة، وأهمية الحقيقة التي هي حق للجميع، ولا بد أن يتولى الإعلام المسئول هذه المسئولية الكبرى.
في بداية صدور «الوسط» لم يكن لها شغل سوى التنقيب عن الحقيقة لتقدمها لقرائها كل صباح، واليوم تأبى «الوسط» إلا أن ترافق القارئ لحظة بلحظة عبر الأثير من خلال الوسائل الحديثة، بعد أن أصبح العالم علبة صغيرة في جيوب الناس.
في زحمة وسائل التواصل، وبين أمواج هذا البحر الخضم من المعلومات التي تتدفق كل لحظة، تجد صحيفة الوسط نفسها أمام مسئولية كبرى من أجل إبراز الحقيقة، وتوفير المعلومة الصادقة والموثوقة بين زحمة المعلومات التي تفتقد إلى المصادر.
عندما تم إيقاف «الوسط» عن الصدور، قال لي أحدهم ولم يكن مجبورا لقول ذلك: «بتّ لا أميز بين الحقيقة وبين غيرها، وبت أشعر أنني أطرش في الزفة، فعلى الرغم من توافر طوفان من المعلومات في مختلف الوسائل، إلا أنني لم أكن أعرف الغثّ من السمين، ولا الصدق من الكذب».
تعتز «الوسط» بقرائها دائما؛ لأنهم الوقود الذي تستمد منه قوتها، ولأنهم التحدي الكبير الذي يجعلها تكافح من أجل أن تكون بمستوى ثقة قرائها.
كما إن أهم الوسائل التي تعتمدها «الوسط» في تطوير نفسها، وتقويم عملها، هو النقد البناء الذي يحرص قراء «الوسط» على الإدلاء به، فما يبديه القراء من رأي محل اهتمام وتقدير من إدارة الصحيفة دائما.
وأما النقد الذي يصدر من منافس في المهنة، فهو على الرغم من أنه مؤسف ويصل بأصحاب هذه المهنة إلى مستنقع التراشق، إلا أن «الوسط» لن تبيع دورها الوطني الذي يخدم البلاد والعباد لتهبط به في واد سحيق، بل تعتبره شهادة على أنها تسير على خطى ثابتة، في سبيل وطن للجميع.