"الوسط"... عصر جديد من الصحافة البحرينية
السابع من سبتمبر/ أيلول 2002 سيسجل في تاريخ الصحافة البحرينية، ذلك لأن صدور "الوسط" في هذا اليوم دشن مرحلة جديدة طالما حلم بها البحرينيون الذين كانوا يتصدرون الصحافة الخليجية لمدة عشرين عاماً منذ نهاية الثلاثينات حتى نهاية الخمسينات قبل أن تنتكس بسبب الحوادث السياسية المتتالية.
ويمكن لأي باحث محايد أو مراقب سياسي مراجعة مستوى الصحافة البحرينية ما قبل وما بعد 7 سبتمبر 2002. والاطلاع على المستوى الذي صعدت به "الوسط" وتخطط بذلك الخطوط الحمراء التقليدية التي كانت تمنع الصحافي من كتابة ونشر خبر أو تعليق أو تحقيق أو تحليل أو تقريراً وعمود رأي صورة أو كاريكاتير أو إعلام يتخطى أياً من المنوعات التي فرضتها الحال السياسية السائدة محلياً وإقليمياً آنذاك.
"الوسط" مشروع وطني رائد. وهو الأول من نوعه الذي يشرف عليه القطاع الخاص منذ بدايته. كما انه الأول الذي يجمع في تشكيلته توجهاته وأطروحاته مختلف اشكال المجتمع البحريني المعروف بأصالته وتنوعه الحضاري.
لم تكن التحديات أمام إصدار "الوسط" قليلة، سواء كانت تلك العقبات فنية أو إجرائية أو مهنية أو تجارية، ولكن الإدارة التي تحلى بها مؤسسو "الصحيفة" والأجواء الانفتاحية التي دشنها جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في مطلع العام 2001 ساهمت في إنجاز المشروع والبدء به في فترة قياسية.
فلقد استعانت "الوسط" بجهود حثيثة وخبرات عربية ومحلية، وطرحت برنامجاً تنفيذياً طموحاً مكنها من إصدار الصحيفة خلال ستة أشهر منذ بدء أولى خطوات التنفيذ حتى إصدار العدد الأول.
وبينما كانت "الوسط" تستعد للصدور كانت سوق الصحافة تعيش مخاضاً حقيقياً بانتظار المولود الجديد. ولا يمكن لأي محايد إنكار أن هذا المخاض كان ايجابياً للصحافة والصحافيين.
فالصحافي القادر على العطاء أصبح مطلوباً على أساس مهني. وارتفعت الكآبة التي كانت تحيط المجتمع الصحافي بسبب تلبد الغيوم وركود المياه لسنوات كثيرة.
وهكذا ابدأت مرحلة جديدة من الابداع الوطني القائم على المنافسة الشريفة المعتمدة على العطاء المهني، والالتزام بضوابط الصحافة الحرة التي ينشدها كل مواطن يسعى إلى حياة كريمة. وتدعمها كل مؤسسة أهلية وتجارية تبحث عن الشفافية التي لا غنى عنها من أجل تنمية مستديمة. ولا تستغني عنها أية مؤسسة رسمية تسعى إلى مواكبة الانفتاح السياسي الذي يجتاح مناطق كثيرة من العالم.
الحجم= 28*38سم - الوزن= 1.36 كيلو غرام