مع نهاية ديسمبر / كانون الأول 2009 يكون قد مضى على انطلاقة «الوسط» أكثر من سبع سنوات، وهي فترة حفلت بعطاء متواصل وثبات على المبادئ ودفاع مستمر عن الحريات العامة وهوية البحرين وسيادتها ووحدتها الوطنية وأصالتها وعمقها التاريخي وآمالها المستقبلية.
عندما انطلقت «الوسط» في 2002 كانت التحديات مختلفة، وفي الفترة الأخيرة برز «الإعلام الجديد» المنطلق من إمكانات الانترنت، سواء كان ذلك عبر الأخبار اليومية المتسارعة أو عبر الوسائط المتعددة، وعليه فقد كانت «الوسط» أول صحيفة في البحرين تدخل في «الإعلام الجديد»، وذلك في مطلع العام 2008 عندما دشنت الصحيفة خدمتها الالكترونية «الوسط أون لاين»، وبعد فترة من ذلك قدمت خدمات متنوعة في الوسائط المتعددة (الملتيميديا)، ولم ينته العام 2009 إلا وقد أطلقت «الوسط» خدماتها على الهواتف النقالة عبر الرسائل النصية، ومن ثم انتقلت إلى خدمة «البلاك بيري».
ليس مستغرباً إذاً أن تفوز «الوسط» بجائزة «البحرين للمحتوى الالكتروني 2009» بتاريخ 16 مارس / آذار 2009، وجائزة «ليلى فخرو للتميز في الإعلام بواسطة تقنية المعلومات» بتاريخ 24 مايو / أيار 2009، ومن ثم الفوز بجائزة «الشريحة الذهبية» التقديرية التابعة إلى المنظمة العربية للمعلوماتية والاتصالات (إجمع). كأفضل صحيفة عربية في المعلوماتية بتاريخ 28 يناير / كانون الثاني 2010.
إن صحيفة «الوسط» البحرينية، وبعد أن تفوقت في الصحافة الورقية التقليدية، خطت خطوات ريادية واضحة في «الإعلام الجديد» وعند الربط بين «الوسط» كصحيفة وبين ما تقدمه من خدمات على الإنترنت مثل موقعها أو الخدمات الأخرى التي تقدمها مثل خدمة الرسائل القصيرة (SMS)، وخدمة «البلاك بيري»، وخدمة «تويتر» نجد أن «الوسط» لا تتابع فقط التطورات الأخيرة في عالم الصحافة، وإنما تشارك في تطوير ما يمكن تقديمه في هذه المجالات الحيوية.
إن وسائط الإعلام الجديدة (مثل الإنترنت والهواتف النقالة) أحدثت ثورة في صناعة الإعلام التقليدي، ولعل أهم ما أثبتته «الوسط» هو أن هذا التحدي يمكن أن يؤدي إلى تعزيز مكانة الصحافة التقليدية، كما حدث لـ «الوسط»، أو إلى اندثارها في حال عدم الالتفات إلى التحديات من مختلف الجوانب فيما يتعلق بالمحتوى وطريقة العرض.
إننا على ثقة بقدرات «الوسط» على مواكبة التحديات الناتجة عن تغير البيئة التقنية، وكذلك عن الأزمة المالية التي شملت قطاعات عديدة في الفترة الماضية، وهذا يعود إلى الرؤية الاستراتيجية لشركة دار الوسط للنشر والتوزيع.
منصور الجمري