-
القائمة الرئيسية
-
ملاحق البحرين تنتخب 2014
-
السفير الأميركي لـ «الوسط»: الحديث عن وثيقة لتغيير النظام في البحرين «قصة مختلقة»
السفير الأميركي في المنامة
توماس كراجيسكي خلال حديثه
مع «الوسط» - تصوير : محمد
المخرق
الوسط - منصور الجمري
نفى السفير الأميركي في المنامة توماس كراجيسكي في حديث مع «الوسط» وجود أية مخططات أميركية لتغيير النظام إطلاقاً، وإنه لم يكن للولايات المتحدة الأميركية أي مخطط سري في البحرين على الإطلاق، ولا وجود لوثيقة سرية من الأساس، وإن مبادرة الشراكة الشرق أوسطية MEPI قدمت برامج لوزارة العدل البحرينية، ولوزارة الداخلية وجمعية الصحافيين البحرينية، والبرلمانيين، ووزارة التربية والتعليم وجامعة البحرين، والمجلس الأعلى للمرأة، ووزارة الصناعة والتجارة وغيرها؛ بهدف توسعة القدرات وتطوير الكفاءات بحسب طلبات مباشرة وواضحة من حكومة البحرين.
السفير الأميركي لـ «الوسط»: لا وجود لوثيقة سرية لتغيير النظام وهي قصة مختلقة من الأساس
الوسط - منصور الجمري
قال السفير الأميركي في المنامة توماس كراجيسكي، إن العلاقات بين بلاده والبحرين «استراتيجية وواضحة»، وإنه ليس هناك مخططات أميركية لتغيير النظام إطلاقاً، ولم يكن للولايات المتحدة الأميركية أي مخطط سري في البحرين على الإطلاق، ولا وجود لوثيقة سرية من الأساس، وإن مبادرة الشراكة الشرق أوسطية MEPI قدمت برامج لوزارة العدل البحرينية، ولوزارة الداخلية وجمعية الصحافيين البحرينية، والبرلمانيين، ووزارة التربية والتعليم وجامعة البحرين، والمجلس الأعلى للمرأة، ووزارة الصناعة والتجارة وغيرها؛ بهدف توسعة القدرات وتطوير الكفاءات بحسب طلبات مباشرة وواضحة من حكومة البحرين. وفيما يلي نص الحوار:
ماهي خلفية هذا الحديث المفاجئ عن مبادرة الشراكة الشرق أوسطية ودورها في البحرين وغيرها من البلدان؟
- أولاً، إن مبادرة الشراكة الشرق أوسطية MEPI تركز على المشاركة مع الحكومات الصديقة والمجتمع المدني في مختلف بلدان الشرق الأوسط، وبدأت في 2002 بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001، وهي جزء من جهود الولايات المتحدة للحوار في الشرق الأوسط بعيداً عن الأطر العسكرية والأمنية والاقتصادية والتجارية، وقد صممت أساساً للاستجابة إلى طلبات التعاون من الدول الصديقة؛ ولذا فإنها واضحة وغير سرية، ومتوافرة على المواقع الإلكترونية وليس فيها أي شيء سري أو غير واضح.
والبحرين كانت من الدول التي استفادت من هذه المبادرة لأن جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة كان قد أطلق المشروع الإصلاحي في نفس الوقت الذي انطلقت فيه المبادرة، وبالطبع فإن الولايات المتحدة تستجيب لأية طلبات للمساعدة من الأصدقاء على أساس المشاركة فقط، وعلى أساس الرغبة التي تبديها الدول الصديقة، فجلالة الملك بدأ المشروع الإصلاحي في نفس الوقت الذي بدأت فيه المبادرة الشرق أوسطية التي أطلقناها، وهي مئة في المئة شفافة وعلانية، وبحسب ما ترغب به الدولة الصديقة، وليس فيها أي جزء سري أو مخفي من أجل أهداف غير معلنة، فكل برنامج وكل مقترح، وكل من استفاد من الحكومة أو البرلمان أو المجتمع المدني فهو معلن وواضح، وهناك مراسلات دبلوماسية عندما نرسل أحداً إلى الولايات المتحدة، وهذا جزء من علاقاتنا المتواصلة.
إذاً، ماذا عن الوثيقة السرية والحديث عن مخططات لتغيير النظام؟
- ليس هناك مخططات أميركية لتغيير النظام إطلاقاً، ولم يكن لنا على الإطلاق أي مخطط سري في البحرين، ولا وجود لوثيقة سرية من الأساس، وكل ما يشير إليه البعض موجود على شبكة الإنترنت، ومن يتحدث عن الحق في المعلومات لاستخراج معلومات، فإن هذا لا يعني أن يكون الشيء سرياً من الأساس، فلا وجود لمعلومات سرية في هذه المبادرة، وهناك الكثير من المذكرات التفصيلية المتوافرة لمن يريدها، وهي لا تقول أي شيء مختلف عن ما هو معروف، فيمكن لأي فرد أن يدخل على الإنترنت ليعلم أنه كان لدينا برامج واستجابة من قبلنا لطلبات شفافة؛ إذ كانت لدينا برامج مع وزارة العدل البحرينية، ومع وزارة الداخلية وجمعية الصحافيين البحرينية، ومع البرلمانيين، ووزارة التربية والتعليم، وجامعة البحرين، والمجلس الأعلى للمرأة، ووزارة الصناعة والتجارة، وقد كانت لدينا مساهمات كبيرة من خلال رابطة المحامين الأميركية ABA مع وزارة العدل في تدريب القضاة، وفي توسعة القدرات وتطوير الكفاءات. وهذه البرامج طلبتها حكومة البحرين، وقالت لنا إن هذا ما نبتغي القيام به وطلبوا المساعدة، ونحن استجبنا.
البلدان الأخرى أيضاً كانت لديهم برامج مماثلة، وهذه القصة المطروحة حالياً عن وجود وثيقة سرية لتغيير النظام مختلقة بالكامل ومن الأساس، ولست أدري ما الهدف من اختلاقها.
ننتقل إلى الموضوع الساخن في العراق، فإحدى الصحف البريطانية قالت إن ما حدث يعتبر نهاية للحلم الأميركي في العراق، ما رأيك؟
- لقد كنت في بغداد في 2008 و2009، كذلك في الموصل وكركوك وأربيل، وما يحدث الآن في شمال العراق مؤلم ومحبط. لا أدري إن كان لدينا حلم، ولكن عملنا مع جميع العراقيين سنة وشيعة وأكراد وتركمان ورجال ونساء من أجل بناء بلد مستقل وقوي وأمة حرة، وهو عمل صعب في أحسن الظروف.
واليوم يبدو أن الوضع سيئ مع هذه الجماعة (داعش)، وهي إرهابية وشريرة لم نشهد مثيلاً لها من قبل، فالقتل الذي مارسوه ضد الأبرياء، ووضع الأشخاص في حفرة ومن ثم قتلهم بصورة بشعة، هذه جرائم حرب، وهم يحاولون فصل البلد وتقسيمه، والجميع يجب أن يخشوا هذا الأمر، فهم ليسوا تحدياً للعراق فحسب، وإنما للمنطقة والجوار في تركيا والأردن ولبنان والسعودية وليبيا والكويت، ودول الخليج وإيران والولايات المتحدة، وما نسعى إليه الآن هو استشارة الحلفاء الدوليين ودول المنطقة...
... بما في ذلك إيران؟
- لدينا بعض الاتصالات مع إيران، وهي اتصالات عامة. وما نقوم به هو السعي لمساعدة كل العراقيين لمواجهة هذا التحدي ودحره. وأعتقد أنه خلال الأيام المقبلة ستُتخذ قرارات حول كيفية التعامل مع هذا الأمر.
هل بالإمكان دحر «داعش»؟
- إنهم يمثلون تحدياً خطيراً، وهي جماعة شرسة، ومن الواضح أن لديهم من يؤيدهم داخل العراق وخارجه، وأعتقد أن الحكومة المركزية في العراق لم تقم بعمل جيد فيما يتعلق بإدماج مختلف الفئات في الحكومة وفي بناء البلد، وهناك استياء، الأمر الذي ساهم في بروز هؤلاء المتطرفين.
أيضاً من خبرتي، إن الوضع معقد، وهناك في الموصل السنة والشـــيعة والأكراد والشــاباك (طائفة خرجت من الشيعة قديماً)، وهناك عدة طوائف مسيحية، والمدينة متنوعة؛ ولذا فإن الفرصة في احتواء جميع هؤلاء فُقدت، والآن الوضع حاد جداً ويحتاج إلى التعامل المباشر، وبعدها يمكن للعراق أن يعيد بناء المجتمع السياسي الممثل للجميع.
هل تحاول الولايات المتحدة الأميركية فرض التعاون على العراقيين؟
- إن هدفنا هو جمع الأطراف الدولية والإقليمية من أجل مواجهة هذا التحدي الخطير، ومن خلال ذلك يمكننا أن نعمل بالتعاون مع الجميع لتحمل المسئولية، فنحن لدينا مسئولية تجاه العراق وتجاه المنطقة وتجاه بلدنا، ولقد استثمرنا الكثير من الدم والثروات في العراق خلال السنوات الماضية، ولذا فإن مصالحنا واضحة.
هل تفاجأتم بالتقدم السريع لـ «داعش»، وانهيار المناطق التي سيطرت عليها؟
- أعتقد أن هناك صدمة من كيفية تدهور الوضع بسرعة، وكيف تمكنت واستطاعت هذه الجماعة التي كانت تعمل في سورية أن تدحر الجيش العراقي في الموصل ومناطق أخرى. علينا أن نعي أن هذه الجماعة متطرفة، وأهدافها لا يمكن أن يتوافق معها أي بلد؛ ولذا فإن أية نظرة متفحصة لطبيعة هذه الجماعة، وما يسعون إليه، والفظاعات التي يرتكبونها، يعني وجوب إدانتها بأقوى ما يمكن، والولايات المتحدة لا تتهاون في ذلك.
المصدر: صحيفة الوسط البحرينية
بتاريخ: 19 يونيو 2014