-
القائمة الرئيسية
-
ملاحق البحرين تنتخب 2014
-
الأيام: القائد العام في حوار مع رئيس التحرير: كتائب وسفن جديدة تنضم إلى الخدمة في قوة الدفاع
كتب - عيسى الشايجي:أكد المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة القائد العام لقوة دفاع البحرين ان ما وصلت اليه قوة دفاع البحرين من تطور كان بفضل القوة في التأسيس والتدرج في الانطلاق، وهو النهج العسكري الواضح الذي أرسى جلالة الملك المفدى أسسه المتينة ومبادئه القويمة.
واوضح المشير في لقاء مع «الأيام» بمناسبة مرور 46 عاماً على تأسيس قوة دفاع البحرين، ان المستوى العالي من الأداء والجاهزية القتالية والكفاءة على مختلف الأصعدة العسكرية والإدارية والتقنية والعلمية، يجعل قوة دفاع البحرين حصناً منيعاً قوياً في خدمة الوطن والمواطنين، وعنصراً فاعلاً بين جيوش دول مجلس التعاون، ويشهد على ذلك قدرتها على الحفاظ على سلامة أراضي المملكة.
وبين المشير انه بمناسبة الاحتفال بمرور 46 عاماً على تأسيس قوة دفاع البحرين، تنضم إلى الخدمة في صفوف قوة الدفاع عدد من الكتائب والسفن الجديدة، مؤكدا المضي بكل عزيمة نحو رفع القدرة القتالية والادارية والفنية لقوة الدفاع بالتسليح والتدريب والتنظيم، مع التركيز على تحقيق الدفاع المشترك عن المنطقة، والعمل مع القوات الشقيقة والصديقة للحفاظ على السلم والأمن في هذه المنطقة من العالم.
كما اكد المشير ان المؤامرات التي تحاك لزعزعة أمن واستقرار البحرين مهزومة بفضل من الله تعالى ومن ثم بعون السواعد الوطنية العسكرية، التي هي محل فخر واعتزاز وثقة للجميع، لافتاً إلى أن تلك السواعد أقوى من تلك المؤامرات، وقواتنا تقوم بإجراءاتها على أكمل وجه، وفي أتم الاستعداد، وأجهزتنا الأمنية قادرة على التعامل والتصدي لتلك المؤامرات الإرهابية، وهذا يطمئن الجميع.
كما شدد المشير على ان الأجهزة الأمنية كانت وما زالت متيقظة ومنتبهة إلى كل ما يهدّد أمن واطمئنان الوطن والمواطن، وساهرة على ضمان الاستقرار والازدهار لبلدنا بعزم لا يلين وإرادة لا تستكين.
إلى ذلك، أكد المشير ان البحرين لم تتأثر بتطبيق بعض الدول كالولايات المتحدة وألمانيا نوعا من الحظر على بيع السلاح لها، وذلك بفضل علاقة البحرين الطيبة مع كثير من دول العالم، والتي هيأت السبل للحصول على الأسلحة الحديثة من دول عديدة، وعملية توفير الأسلحة الحديثة مستمرة.
وعن إنشاء القيادة العسكرية الخليجية الموحدة، قال المشير إنها جاءت تأكيداً لطموحات قادة وشعوب المجلس في جعل المنطقة دار أمن وسلام، منوها إلى أنها شكلت منعطفاً كبيراً وإنجازاً جديداً في مسيرة التعاون والتنسيق العسكري بين دول المجلس، كما أنها جاءت لتدعم هذا التآخي والترابط الخليجي الذي يمتد لأكثر من قرن.
وفيما يخص قوات درع الجزيرة، أكد المشير أن عملية تطويرها تسير على منهجية واضحة وفق استراتيجية تحديث، ويتم وضع الخطط لتعزيزها وتطويرها وزيادة قدراتها وإمكانياتها لتمكينها من تحمل مسؤولياتها الوطنية في الدفاع عن أمن واستقرار وسلامة دول مجلس التعاون. ولفت المشير إلى أن قوات درع الجزيرة تمتلك حالياً أحدث المعدات والأسلحة والقوى البشرية المتميزة بأعلى مستوى من الجاهزية والاحترافية، وفق أعلى درجات التنسيق والتعاون العسكري والتدريب المستمر، بما يمكنها من تنفيذ مهامها في الظروف الطارئة بالكفاءة والسرعة المطلوبتين.
وعن الاتحاد الخليجي المرتقب، قال المشير انه لا توجد أي عوائق أمام تحقيقه، مشيرا الى ان فكرة الاتحاد لم تأت من فراغ، بل بناء على توجهات ودراسة من جميع دول مجلس التعاون، فمسألة التوجه إلى الاتحاد والتكامل موجودة ومستمرة، لكن مسألة تنفيذ هذه الخطوة تتفاوت من دولة إلى أخرى، مشبها خطوات تأسيس الاتحاد بالقطار الذي بدأت خطواته، وإن كانت بطيئة، لكنها واثقة، وعندما تكتمل عرباته سيتحرك في اتجاه الوحدة. كما اكد المشير ان الاتحاد بين دول الخليج كفيل بخلق التوازن في المنطقة، وهو ما سيحفظ لها أمنها وقوتها واستقرارها.
وحول التقارب الأمريكي – الايراني، قال المشير إن الأهم لإيران ليس أن تصلح علاقاتها مع الولايات المتحدة، بل مع دول الجوار، ويحق لنا التخوف من أن يكون الاتفاق بين إيران والدول العظمى على حساب مصالحنا، وأصبحت أمريكا تفقد أصدقاءها في مجلس التعاون الخليجي والعرب بسبب سياساتها تجاه بعض الدول في المنطقة.
وفيما يلي نص الحوار:] حققت قوة دفاع البحرين منذ تأسيسها نجاحات وإنجازات فاقت سنوات عمرها، وساهمت في تقدم مسيرة الخير والازدهار التي تشهدها المملكة في العهد الزاهر لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، كيف تقيمون معاليكم هذه المسيرة؟ وهل لكم من كلمة توجهونها إلى جنودكم البواسل في هذه المناسبة السعيدة؟
- إن العهد الزاهر لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى قد عم فيه الخير وتضاعف في المملكة، وكان الحال كذلك بقوة دفاع البحرين في كافة وحداتها وأسلحتها وتجهيزاتها القتالية والإدارية، وكل ذلك وفق تخطيط علمي مدروس تحقيقاً لطموحات جلالة الملك التي تنفذها القيادة العامة لقوة دفاع البحرين عبر برامجها في التطوير، والتسليح، والتدريب، والتحديث بشكل يواكب الحاضر، ويلبي طموح وتحديات المستقبل،
ويوظف الخبرات المكتسبة وتجارب الماضي لإعداد الرجال إعداداً معنوياً وبدنياً وعلمياً وتقنياً، ليكونوا قادرين على استيعاب ما يستجد من تطور للسلاح والتقنية، وهو ما تقوم به المعاهد العسكرية وبرامج التدريب والتحديث في قوة الدفاع، وما وصلنا إليه كان بفضل القوة في التأسيس والتدرج في الانطلاق وهو النهج العسكري الواضح الذي أرسى جلالة الملك المفدى أسسه المتينة ومبادئه القويمة.
إن قوة دفاع البحرين بعد ستة وأربعين عاماً نحمد الله تعالى إلى ما وصلت إليه من مستوى عال من الأداء والجاهزية القتالية والكفاءة على مختلف الأصعدة العسكرية والإدارية والتقنية والعلمية، مما يجعلها حصناً منيعاً قوياً في خدمة الوطن والمواطنين، وعنصراً فاعلاً بين جيوش دول مجلس التعاون الخليجي، ويشهد على ذلك قدرتها على الحفاظ على سلامة أراضي المملكة، ومشاركتها في العديد من المهمات الإقليمية والدولية بكفاءة عالية، وأضحت هذه القوة رائدة في نظمها المتطورة ومعاهدها التدريبية كما هي رائدة في التميز خلال العمل العسكري الخليجي المشترك، وفي جهود حفظ الأمن والسلام على المستويين الإقليمي والدولي.
والكلمة التي نوجهها إلى رجالنا البواسل في هذه المناسبة السعيدة، إن رجال قوة دفاع البحرين هم كما عهدناهم دائماً في الوفاء، والاحتراف والمقدرة والنزاهة والتفاني في أداء الواجب السامي على الوجه الأكمل، فتحية اعتزاز وتقدير إلى رجال قواتنا المسلحة البواسل، ونهنئهم جميعاً والمواطنين كافة بهذه المناسبة الوطنية المجيدة، يوم تأسيس قوة دفاع البحرين السادس والأربعين مقدرين نهوضهم بواجبهم المقدس في حمل لواء الفداء، وأمانة شرف الذود عن الوطن بأسمى مراتبها، وثقتنا بهم لإضافة صفحات ناصعة إلى سجل تاريخنا الوطني المجيد، فهم فخر الوطن ومصدر اعتزازه، فالعنصر البشري بقوة الدفاع ثروة حقيقية للوطن، فقد تم إعداده بالابتعاث العلمي والدورات التدريبية الداخلية والخارجية.] تعمل قوة الدفاع في سبيل الحفاظ على سيادة الوطن وصيانة مكتسباته على تطوير وتحديث مستمر لأسلحتها والاهتمام بتطوير العنصر البشري، ما جعلها صرحاً شامخاً يشار لها بالبنان، كيف استطعتم في هذه الفترة الزمنية تحقيق ذلك؟
- إن قوة دفاع البحرين تأتي في صدارة المؤسسات العسكرية في مملكة البحرين من حيث الواجبات الكبيرة التي تقع على عاتقها والمهام والأدوار الوطنية الجسام التي تضطلع بها، وهي رمز الوحدة الوطنية، وسند للأشقاء وعون للأمة لضمان الأمن والاستقرار في خليجنا العزيز ووطننا العربي الكبير، الأمر الذي يحتم علينا الاستعداد التام للمراجعة المستمرة لدراستنا الاستراتيجية العسكرية للوفاء بمتطلبات هذا الواجب، ووضع خطط التطوير والتسليح والتدريب في كافة قطاعات قوة الدفاع اعتماداً على أرقى النظم وأحدث النظريات العسكرية المعاصرة، وإن هذه الخطط تشمل التنظيم والموارد البشرية والتدريب والتسليح لإيجاد تكاملية عملياتية لعناصر القتال الرئيسية البرية والجوية والبحرية.
ولله الحمد تمتلك قوة دفاع البحرين أفضل المنظومات الدفاعية المتكاملة ذات الكفاءة المتطورة والمقدرة القتالية العالية، وبمناسبة احتفال قوة دفاع البحرين بذكرى تأسيسها السادسة والأربعين تنظم إلى الخدمة في صفوف قوة الدفاع عدد من الكتائب والسفن الجديدة، وعليه فإننا ماضون بكل عزيمة نحو رفع القدرة القتالية والادارية والفنية لقوة الدفاع بالتسليح والتدريب والتنظيم، مع التركيز على تحقيق الدفاع المشترك عن منطقتنا، والعمل مع القوات الشقيقة والصديقة للحفاظ على السلم والأمن في هذه المنطقة من العالم.
] كشفت وزارة الداخلية في الفترة الأخيرة عن 4 مخططات استهدفت أمن واستقرار المملكة، كيف تنظرون معاليكم إلى استمرار مثل هذه المؤامرات؟ وهل اتخذت إجراءات معينة لتشديد وزيادة المراقبة للمياه الإقليمية لمنع تكرار مثل هذه المحاولات؟- إن تلك المؤامرات مهزومة بفضل من الله تعالى ومن ثم بعون السواعد الوطنية العسكرية التي هي محل فخر واعتزاز وثقة للجميع، وتلك السواعد اقوى من تلك المؤامرات، وقواتنا ممثلة في قوة دفاع البحرين ووزارة الداخلية والحرس الوطني وجهاز الأمن الوطني تقوم بإجراءاتها على أكمل وجه، وفي أتم الاستعداد، وأجهزتنا الامنية ولله الحمد قادرة على التعامل والتصدي لتلك المؤامرات الإرهابية، وتقوم وزارة الداخلية بحفظ النظام العام وفق استراتيجية راسخة،
ويتم ذلك بضمان توفير قوة متميزة ومؤهلة ومدربة وفعالة وفقا للمعايير الدولية بحيث تكون رائدة ومحترفة وحازمة، قادرة على حفظ النظام العام، والمحافظة على الأمن والسلامة العامة بفرض القانون، ومستعدة لمكافحة المؤامرات الإرهابية، وهذا يطمئن الجميع.] بعد الأحداث التي شهدتها المملكة منذ ثلاث سنوات واستمرار تداعياتها على الوضع الأمني والاقتصادي، هل أصبحت المملكة اليوم بمنأى عن أي أطماع أو تهديدات من الخارج؟
- إن الأحداث الأليمة التي شهدتها مملكة البحرين الآمنة المطمئنة منذ ثلاث سنوات هي عدوان وإرهاب وهي أمور محرمة شرعاً، وغريبة عن شعب البحرين، ودخيلة عليه، والجهات الداعمة والحاضنة لذلك لا يختلف عليها إثنان، فهناك دول تغذي وتنفخ فيها من الخارج، كما أن الذين حرضوا عليها لم يقرأوا عواقب ما يؤدي إليه التحريض من تلك الأحداث، ولم يضعوا في حسبانهم أنهم من حيث لا يشعرون أساءوا لأنفسهم، فهؤلاء نجدهم أمام السفارات الأجنبية ليأخذوا التعليمات والأموال، فهم يدفعون لهم الأموال ويقومون بالتدريب لهم، كل هذا من السفارات الأجنبية لبعض الدول المعروفة لدينا جيداً فالدعم يأتي من هذه السفارات، والسلاح والتدريب من دول معروفة لدينا، ونحن بحمد الله وحسن عونه وتوفيقه، أجهزتنا الأمنية كانت وما زالت متيقظة ومنتبهة إلى كل ما يهدد أمن واطمئنان الوطن والمواطن، وساهرة على ضمان الاستقرار والازدهار لبلدنا، بعزم لا يلين، وإرادة لا تستكين.
وبشأن الوضع الاقتصادي فإن مملكة البحرين استطاعت بحمد الله تعالى وحسن عونه وتوفيقه أن تبني صروحا شامخة من الإنجازات في جميع الميادين الاقتصادية، ومسيرة البناء والنماء متواصلة، وتتصدر المملكة لقائمة أفضل الدول في الاستثمار وجاء ذلك من خلال قدرتها على التوظيف الأمثل للإمكانيات المتوفرة لرفع معدلات النمو الاقتصادي وتوفير الفرص الاستثمارية وتهيئة البنية الصحيحة لجذب الاستثمارات، وما تمتلكه من بنية تحتية متكاملة كفل استدامة الجهود نحو آفاق اقتصادية رحبة، فقد حققت مملكة البحرين مراتب متقدمة في التنمية البشرية رغم الموارد الطبيعية الضعيفة والإمكانيات الاقتصادية المتواضعة، فكان الفوز والنجاح في القدرة على التوظيف الأمثل للموارد والإمكانيات المتوافرة لتظل شعلتا التنمية الاقتصادية والبشرية متقدتين.] ذكرتم في تصريح سابق بأن بعض الدول الغربية فرضت حظراً على تصدير السلاح للمملكة، هل ما زال هذا الحظر مفروضاً حتى الآن، وما البدائل والخيارات التي لجأت لها قوة الدفاع للحصول على احتياجاتها من السلاح؟
- في فترة ما طبقت بعض الدول نوعاً من الحظر على بيع السلاح للبحرين، ومنها بريطانيا، والولايات المتحدة الأمريكية، وبعض الدول الأوروبية ثم تراجعوا عن ذلك إلا الولايات المتحدة الأمريكية، والمانيا فما زالت تلك الدولتين مصرتين على موقفهما السابق وذلك لا يؤثر علينا، ولم نتأثر بهذا الحظر، وذلك بفضل علاقة البحرين الطيبة مع كثير من دول العالم، وترتبط البحرين بعلاقات صداقة وثيقة بالشرق والغرب على السواء، وهذه العلاقة هيأت السبل للحصول على الأسلحة الحديثة من دول عديدة، وخصوصاً المتقدمة منها، وعملية توفير الأسلحة الحديثة مستمرة، ولا ترتبط بفترة زمنية محددة أو بمرحلة من المراحل، بل تسير وفق خطط منظمة ومدروسة تأخذ بعين الاعتبار المستجدات المختلفة وتساير آخر التطورات المتقدمة في صناعة السلاح.
وقوة دفاع البحرين تعمل دائماً وتبذل كل ما من شأنه تعزيز التعاون وتقوية الروابط مع البلدان الصديقة في العديد من المجالات وخاصة المجال العسكري، ولا شك أن تطوير العلاقات المشتركة قائم ودائم ويسير نحو ما هو أفضل، فتلك العلاقات أمر ضروري حيث إن قوة دفاع البحرين تحرص على تجهيز كافة أسلحتها ووحداتها بأحدث المنظومات العسكرية ذات الكفاءة المتطورة والمقدرة القتالية العالية.
] استكمالاً للجهود الهادفة لتعزيز أمن واستقرار دول مجلس التعاون وبناء منظومة دفاعية مشتركة لتحقيق الأمن الجماعي، وافق المجلس الأعلى للمجلس في قمته في الكويت في ديسمبر الماضي على إنشاء القيادة العسكرية الموحدة لدول المجلس، هل تم اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيل ذلك؟- منذ إنشاء مجلس التعاون الخليجي في 25 مايو 1981م، والتنسيق والتعاون بين الأشقاء قائم ومستمر في مختلف المجالات على أطر منهجية ثابتة ومدروسة، ومن أولويات هذا التنسيق التعاون العسكري، لقد وضع أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أساساً قوية وثابتة لدعم المشاريع الدفاعية المشتركة، وتطوير بنية الدفاع الخليجي المشترك، وتوازت خطط التطوير مع متطلبات كل مرحلة، وأفرزت الكثير من النتائج الايجابية، وجاء إنشاء القيادة العسكرية الموحدة بموافقة المجلس الأعلى في قمته في الكويت في ديسمبر الماضي تأكيدا لطموحات قادة وشعوب المجلس في جعل المنطقة دار أمن وسلام.
وإن إنشاء القيادة العسكرية الموحدة شكل منعطفاً كبيراً وإنجازاً جديداً في مسيرة التعاون والتنسيق العسكري بين دول المجلس، كما أنها جاءت لتدعم هذا التعاون، فالتآخي والترابط بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية يمتد لأكثر من قرن، والتعاون والتنسيق ليس وليد نشأة المجلس أو نتيجة لوضع معين أو فترة توتر مرت بالمنطقة، بل هي علاقات متينة وصلات حميمة متأصلة بين الأشقاء، وضاربة جذورها في عمق التاريخ، فهذا إنجاز يضاف إلى بقية الإنجازات التي تحققت من خلال الاتفاقيات العسكرية الأخرى سواء كانت ثنائية، أو جماعية بين دول مجلس والتي تعكس طموحات الدول وشعوب المجلس نحو النظر إلى مستقبل أفضل وصولا إلى الهدف المنشود وهو وحدة دول المجلس، ومعلوم أن هذه النقلة النوعية هي خطوة مباركة في تقوية الروابط العسكرية، وتوحيد جهودها لتحقيق الدفاع المشترك وصياغة الأمن والسلام وفق مبادئ النظام الأساسي لمجلس التعاون، ونحن في مملكة البحرين نتعاون إلى أقصى الحدود مع الأشقاء في هذه المنظومة الخليجية من اجل أبناء المنطقة الواحدة وتأمين مستقبل أفضل لهم.] تشكل قوات درع الجزيرة قيمة استراتيجية كبيرة من الناحية الأمنية وهي تسهم في تحقيق أمن واستقرار دول مجلس التعاون، هل وضعت خطط واستراتيجيات جديدة لزيادة عدد هذه القوات وعتادها العسكري لتكون جاهزة لمواجهة وردع أي تهديد لهذه الدول؟
- مع الدعم المستمر من أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بتحديث قوات درع الجزيرة المشتركة لتبقى، كما أكد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى: «الدرع المنيعة لجميع دولنا الشقيقة، وقوة خير وأمن وسلام، ونموذجاً للتعاون الشامل بين دول المجلس وشعوبها»، فإن عملية تطويرها تسيرعلى منهجية واضحة، وهناك استراتيجية تحديث، وهناك اجتماعات منتظمة بشكل دوري وبين الحين والآخر، وهي اجتماعات التعاون العسكري والدفاع المشترك، وحظيت قوات درع الجزيرة المشتركة باهتمام وزراء الدفاع ورؤساء الأركان في جميع اجتماعاتهم الدورية ويتم وضع الخطط لتعزيزها وتطويرها وزيادة قدراتها وإمكانياتها لتمكينها من تحمل مسؤولياتها الوطنية في الدفاع عن أمن واستقرار وسلامة دول مجلس التعاون لدول الخيج العربية، وتمتلك حاليا أحدث المعدات والأسلحة والقوى البشرية المتميزة بأعلى مستوى من الجاهزية والاحترافية، وفق أعلى درجات التنسيق والتعاون العسكري والتدريب المستمر، بما يمكنها من تنفيذ مهامها في الظروف الطارئة بالكفاءة والسرعة المطلوبتين.
إن قوات درع الجزيرة المشتركة حققت أهدافها المرجوة بكل كفاءة واقتدار ولعل من أهم هذه الإنجازات مشاركتها في حرب تحرير دولة الكويت الشقيقة، ومشاركتها في حفظ أمن واستقرار مملكة البحرين في وقت عصيب ضمن إطار اتفاقية الدفاع المشترك بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
ولعل من أهم الإنجازات التي تحققت في هذا الشأن هي إنشاء القيادة العسكرية الموحدة لدول المجلس، وإقامة قيادة متقدمة لقوات درع الجزيرة المشتركة بمملكة البحرين، وإنشاء مركز التنسيق البحري المشترك للأمن البحري يهدف لتعزيز الأمن البحري لدول مجلس التعاون الخليجي، حيث إن كل ذلك يُعد بحق نقلات نوعية في مسار التعاون العسكري المشترك لدعم وتقوية الاستقرار لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وهي خطوة هامة في طريق تحقيق الأمن الاستراتيجي لدول المجلس، وذلك تنفيذاً لاتفاقية الدفاع المشترك التي تنص على مفهوم الأمن الجماعي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي.] رغم مرور أكثر من عامين على إطلاق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عاهل المملكة العربية السعودية لدعوته للتحول من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، ورغم عقد قمتين خليجيتين نوقشت خلالها هذه المسألة، إلا أنه لم يتم حتى الآن اتخاذ أية اجراءات عملية نحو تحقيق هذا الهدف السامي الذي أصبح مطلب كل مواطن ومسؤول خليجي، ما المعوقات التي أجلت إعلان هذا الاتحاد؟
- إن النظام العالمي الجديد يتجه نحو التكتلات والقوة المتماسكة، ونظراً لأهمية منطقتنا الاستراتيجية والاقتصادية للعالم أجمع، فلابد أن ندرك حجم التحديات التي يجب علينا مواجهتها، ووضع الحلول والتصورات المتكاملة التي تلتقي فيها إرادتنا، والتي تستوجب أن نكون أكثر تقارباً وتماسكاً وانسجاماً حتى نتمكن في نهاية المطاف من مواجهة كافة المتغيرات المتسارعة لهذا النظام العالمي الجديد بكل قوة وصلابة.
والاتحاد الخليجي عسكريا قائم، فنحن العسكريين وحدنا أمورنا العسكرية، والوحدة الخليجية عسكريا قائمة بإنشاء القيادة العسكرية الموحدة لدول المجلس، وان بند التحول أو الانتقال من مرحلة التعاون بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى مرحلة الاتحاد الخليجي دائماً يناقش في كل اجتماعات القمم الخليجية، ومملكة البحرين من أول المؤيدين لذلك ومن أشد الداعمين للاتحاد، هناك عدم اكتمال للعمل، ولكن لا توجد أي عوائق، فكل بلد من دول المجلس طرح فكرة تكاملية بشكل أو بآخر، وفكرة الاتحاد لم تأت من فراغ، بل بناء على توجهات ودراسة من جميع دول مجلس التعاون، فمسألة التوجه إلى الاتحاد والتكامل موجودة ومستمرة، لكن مسألة تنفيذ هذه الخطوة تتفاوت من دولة إلى أخرى، فبعض الدول ترى إنها جاهزة، وبعض الدول ترى يجب الدراسة بشكل أعمق، فالقطار بدأت خطواته، وإن كانت بطيئة، لكنها واثقة، وعندما تكتمل عرباته سيتحرك في اتجاه الوحدة، ومن لديه أي أمور خاصة ويريد ترتيبها لا يجب اعتبار ذلك بطئاً أومعوقات، لكن مشروع الوحدة لن يتوقف ويسير بخطاه الموضوعة، فالاتحاد هو الحصن الذي سيحمي دولنا الخليجية وسيعمل على تقويتها بإذن الله، وهو بالتالي سيحدد العلاقات بين دول الخليج العربي وغيرها، وهذه هي المعادلة التي باتت مطلوبة اليوم في ظل التطورات التي تطرأ على العالم، فالتكتلات هي دعامة قوية وفي غاية الأهمية لمواجهة الأخطار، ويجب علينا في دول الخليج العربي أن نوحد جهودنا دائما فالاتحاد بين دول الخليج كفيل بخلق التوازن في المنطقة وهو ما سيحفظ لنا - بعد الله - أمننا وقوتنا واستقرارنا.] يشهد الوضع العربي في ظل ما يسمى بالربيع العربي تفككاً وفراغاً نتج عنه عجز بعض هذه الدول من مواجهة المخططات الأجنبية التي تحاك ضدها، ما الطريق الأمثل من وجهة نظركم لتوحيد الصف والكلمة لمواجهة هذه الأخطار والمخططات؟
- إن ما يحدث من دمار وقتل وانفلات امني وتدمير للاقتصاد والبنية التحتية في بعض الدول العربية للأسف هو مؤامرة من قبل بعض الدول التي تتبنى الفوضى الخلاقة لتحقيق مصالحها مع بعض اصحاب النفوس الضعيفة والاحزاب ذات المصلحة لتنفيذ اجندات معينة لخدمة مصالح تلك الدول، وتمكين بعض الأحزاب للوصول للحكم في بعض الدول العربية، باستثناء سورية فإن ما يحدث هناك هو ثورة شعب على طغيان وظلم وجبروت وتصفية طائفية، وأصبح الشعب السوري ضحية للعبة المصالح الدولية.
إن ظروف عالمنا العربي اليوم وما يتهدد أمننا القومي من أخطار خارجية تستوجب من دولنا العربية مشتركة التكاتف والتعاون والتآزر ونبذ الخلافات التي تحول دون تحقيق تلك المسوغات حتى نستطيع مواجهة هذه الأخطار ونحن أكثر قوة وصلابة، وإن مملكة البحرين وفي كثير من اللقاءات والمناسبات والمحافل العربية دعت إلى تعزيز وتوحيد الصف العربي وذلك عن طريق إحياء اتفاقية الدفاع العربي المشترك، ووضع آلية فعالة لتنفيذها، وبما يحقق طموحات وتطلعات وآمال شعوبنا العربية في حياة آمنة مستقرة تهيئ لها سبل الحياة الاقتصادية والاجتماعية الكريمة.
ومن الإجراءات التي تتخذ لحفظ الاستقرار بالمنطقة مشاركة قوة دفاع البحرين في العديد من المناورات والتمارين مع البلدان الشقيقة، وكل ذلك يأتي من أجل رفع مستوى التنسيق والتعاون المشترك وتبادل الخبرات مع البلدان الشقيقة لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية، فتنسيقنا في هذا الشأن مستمر ودائم مع أشقائنا في دول مجلس التعاون والدول العربية والدول الصديقة، فقد أولت القيادة العامة لقوة دفاع البحرين اهتمامها لمشاركة الدول الشقيقة والصديقة في عمليات مشتركة تهدف إلى حفظ السلام والأمن في هذه المنطقة من العالم.
] يدور الحديث عن تفاهمات أمريكية – إيرانية وخاصة بعد اتفاق جنيف بين إيران والقوى الكبرى، وهناك مخاوف من انعكاس ذلك وتأثيراتها على مستقبل دول مجلس التعاون، ما الخطوات التي تتخذها هذه الدول للتعامل مع هذه التطورات؟
- الكثير يتساءل حقيقة هل هناك بالفعل أزمة بين البلدين، هل هي أزمة أم شيء مفتعل ليس هناك أزمة حقيقية باستثناء المشروع النووي الايراني وهي ازمة دولية وليست امريكية لأن العالم كله يتعامل معها، في الفترة الماضية كان دائماً ما يدور الحديث عن حرب بين أمريكا وإيران، والآن يدور الحديث عن تفاهمات امريكية – ايرانية، إن الأمور تتطور ودول 5+1، كانت تتحدث مع إيران، والآن هذا التقارب لا يزال في نطاق 5+1، وهو ما يتعلق بالملف النووي الإيراني، والخلاف الأمريكي - الإيراني لم يخدم المنطقة، بل أزّم المنطقة، وأدى إلى قيام إيران بأعمال أضرت بالمنطقة، وإصلاح العلاقات الثنائية بينها قد يؤدي إلى الاستقرار في المنطقة، ولكن إن كان هذا الإصلاح متعلقا بدول المنطقة، فالأهم لإيران ليس أن تصلح علاقاتها مع الولايات المتحدة، بل مع دول الجوار، ويحق لنا التخوف من أن يكون الاتفاق بين إيران والدول العظمى على حساب مصالحنا، وأصبحت أمريكا تفقد أصدقاءها في مجلس التعاون الخليجي، والعرب بسبب سياساتها تجاه بعض الدول في المنطقة.
إن طريق التفاهم والسلام أفضل من طريق الحرب، والمعركة الحقيقية هي معركة الاستقرار والتنمية لصالح الشعوب، وبشأن مخاوف انعكاس ذلك وتأثيراته على مستقبل دول مجلس التعاون إن ذلك يتطلب حسابات أكثر دقة ومنطقية.
دول الغرب ليس لديهم صديق دائم، لهم مصالح دائمة واليوم مصالحهم مالت إلى جانب إيران بسبب الوضع بالعراق وأفغانستان، الامريكان سينسحبون خلال هذا العام من افغانستان وسوف تتغير سياستها لان المصلحة تتغير، وهم أصحاب مصالح لا صداقات، وهم يقولون لا يوجد صديق دائم توجد مصلحة دائمة ونحن نتعامل معهم بهذا المبدأ، وهم هنا ليس لحمايتنا أو للدفاع عنا بل للدفاع عن مصالحهم واحتياجاتهم الاستراتيجية، اليوم كلما زودت قائمة الأصدقاء تقلل قائمة الأعداء، فاليوم أي صديق نكسبه بالتحالف فهو مكسب ومصلحة للبحرين ودول مجلس التعاون.المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
بتاريخ: 5 فبراير 2014