-
القائمة الرئيسية
-
ملاحق البحرين تنتخب 2014
-
السفير الاميركي توماس كراجيسكي متحدثاً لـ «الأيام»: البحرين ليست العراق ولا سوريا وملتزمون بالدفاع عن أمن البحرين
تمام أبوصافيقال سفير الولايات المتحدة لدى البحرين توماس كراجيسكي ان بلاده ملتزمة بالدفاع عن أمن البحرين من اي خطر خارجي بما في ذلك الخطر الايراني مشدداً على ان تحالفات بلاده مع دول مجلس التعاون الخليجي لم ولن تتغير بفعل الاختلاف حول وجهات النظر حول الازمة السورية.
واشار السفير في حوار خاص لـ»الايام» الى ان علاقات بلاده مع السعودية قوية جداً كما هي مع البحرين وتحمل ثوابت لن تتغير رافضاً تماماً ان يكون دور بلاده قد تراجع في الشرق الاوسط بفعل الازمة السورية.
وكشف السفير كراجيسكي عن ان معظم المعدات العسكرية التي كانت قد اوقفت الولايات المتحدة الامريكية بيعها الى البحرين قد رفع الحظر عنها مشددا على عزم الولايات المتحدة العمل بقوة مع كافة القوات العسكرية في دول الخليج العربي.
وعلى الصعيد المحلي اكد السفير كراجيسكي على ان جميع الاتهامات التي وجهت اليه في الشارع البحريني حول تجاوزات قام بها ولا تتماشى مع الاعراف الدبلوماسية غير صحيحة، رافضاً ان تكون لقاءاته بالمعارضة البحرينية تحمل رسالة دعم سياسي لها، معتبراً ان احد اهم مهام عمله هو الجلوس مع كافة البحرينيين من مختلف التوجهات والمجالات سعياً لتعزيز علاقات البلدين بصفته سفيراً لبلاده في البحرين.
ونفى السفير كراجيسكي ان يكون خطاب الرئيس براك اوباما قد وضع البحرين في مرتبة العراق او سوريا بالقول «البحرين ليست العراق او سوريا» دون ان يقلل من قلق بلاده حيال بعض احداث العنف في البحرين مشدداً على رغبة بلاده ان تكون البحرين «نموذجا في المنطقة في تحويل الطائفية الى تناغم طائفي» حسب تعبيره.
وحيال الملف الايراني شدد كراجيسكي على ان توصل ايران لامتلاك السلاح النووي يهدد «وجود البحرين مباشرة» معتبرا ان هناك فرصة -ولو كانت صغيرة- للعمل مع الايرانيين لحل ازمة النووي سلمياً دون ان يقلل من حالة عدم الثقة بهم لا سيما في ظل استمرار ايران في دعم الارهاب.
وحول جماعات المعارضة نفى السفير كراجيسكي ان تكون بلاده ترى في الجماعات المعارضة بديلا لـ «حلفائهم بالمنطقة» لضمان بقاء النفوذ والدور الامريكي، دون ان يقلل من اهتمام بلاده بالتغيرات التي طرأت بالمنطقة.
وفيما يلي نص الحوار:] هناك حالة استياء شديدة في الشارع البحريني مما يعتبره تجاوزات يقوم بها السفير الامريكي في البحرين، انتقادات لاذعة وجهت لكم في مجلس النواب -من سلطة منتخبة- كيف تعلق على ذلك؟
- دائما من دواعي سروري أن أتحدث إليك، ان أتحدث مع ممثل عن احدى ابرز الصحف في البحرين التي احرص على قراءتها يومياً ومن دواعي سروري ان ارحب بك هنا.. كسفير للولايات المتحدة الأمريكية، أرى أنه من المهم جداً بالنسبة لي أن ألتقي بأكبر عدد ممكن من البحرينيين، كل يوم ألتقي مع فريق عملي لنناقش ما هي لقاءاتنا اليوم. هل ستكون مع أعضاء برلمان، مع أعضاء من الحكومة، ربما أيضاً جلالة الملك نفسه. او ربما نذهب إلى الجامعات لنلتقي بالطبة أو المعلمين. ربما نلتقي برجال أعمال من غرفة تجارة البحرين، في اعتقادي هذا جزء مهم من وظيفتنا وأحرص على فعله وأصر عليه. ألتقي بالناس وأتحدث إليهم. وافهم واقدر حق الناس في الاختلاف مع السياسات الامريكية، وأن تناقش مواقفنا، وان تجادلنا حول صحة أو خطأ سياساتنا. نحن نفعل الشيء نفسه مع البحرينيين، بل أقول إن الدبلوماسيين البحرينيين في واشنطن يقومون بالضبط بما نقوم به من اعمال، يلتقون بالجميع، هذه هي واجبات الدبلوماسي في العصر الحديث. أريد أن أتكلم مع الجميع، أعضاء البرلمان هم جزء مهم جداً من النظام السياسي ومن الحياة السياسة في البحرين.احترم رأيهم وأود أن أحاورهم أكثر، وبالاخص الذين لا يتفقون مع السياسات الامريكية».
] لكن، أليس السفير يعين من حكومته ليمثل بلاده امام حكومة اخرى والتواصل مع الجهات عبر الدولة المعين لديها؟ هناك من يرى انك تتصرف كــ»مبعوث» لمهمة محددة في البحرين تجاوزت الاعراف الدبلوماسية، وهي اعطاء الدعم السياسي لجهات معارضة، ما تعليقكم؟
- أولا، أنا هنا ممثل لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية في البحرين، أنا أمثله وأمثل إدارته، أمثل حكومة الولايات المتحدة الأمريكية. وبالنسبة لي أهم شيء اني أمثل شعب الولايات المتحدة الأمريكية. أنا مجرد أمريكي واحد، ولحسن الحظ
هناك أمريكيون آخرون هنا، سواء داخل السفارة أو في البحرين. كلهم يمثلون أيضاً بلادي. والاهم لي أنني أمثل رئيس الولايات المتحدة الأمريكية. انا لست مستقلاً، فقط أنا أتصرف واتحدث نيابة عن الرئيس، وأتبع بدقة سياسات وتوجيهات الرئيس. بصفتي سفيره. وكما ذكرت سابقاً، أعتقد أنه واجب أي دبلوماسي وأي سفير، أن يحتك بالناس من كافة اطياف المجتمع الذي يعمل به، وسوف اكون مخفقا باداء عملي اذا لم التق بأكبر عدد من البحرينيين، سواء كانوا سياسيين، أو مسؤولين حكوميين، أو أكاديميين أو طلابا أو رجال أعمال ولا ننحاز لاي طرف. وهذا كما أعتقد انه ضمن عملي الدبلوماسي. اعتقد ان نظرائي في واشنطن الذين تقودهم باقتدار وكفاءة سفيرة البحرين لدى واشنطن هدى نونو يتفقون معي. النقطة الاخرى التي اود ان اوضحها هي كسفارة أجنبية في البحرين أو في أي بلد، من المهم لنا أن نتبع قوانين تلك الدولة. لذا نحن حريصون جداً على فعل ذلك وفي جميع الاوقات».
] عندما ترغب الولايات المتحدة بدعم اي طرف سياسي ترفع يافطة «نشر مبادئ وقيم الديمقراطية الامريكية» هل هناك شعب مجبر على ان يأخذ بهذه القيم او تكيف ظروفه وفق مقاييس هذه القيم؟
- سأرد بما قالة الرئيس الامريكي براك اوباما في احاديثه مؤخراً، كأمريكيين نعلم أننا لا نستطيع فرض قيمنا أو نظامنا السياسي على أي دولة. هذا لا ينجح وهو ليس الشيء الصحيح لفعله. لكننا نؤمن بقوة أن هناك قيما عامة مشتركة بين الجميع. وأن جميع الشعوب تريد المزيد من الحريات. يريدون مساواة في المعاملة، يريدون حكومة مسؤولة عنهم ومسؤولة أمامهم. أن تكون لديهم فرصة لأنفسهم وخاصة لأولادهم. وهذه قيم مشتركة، وهي بدرجة كبيرة قيم أمريكية، أظن أن كثيرا، ربما جميع البحرينيين يشاركونا هذه القيم. لذلك حين نعمل مع الدول نضع بعين الاعتبار اننا لا يمكننا فرض قيمنا، ولن نفعل. وان مشاكل البحرين يمكن فقط معالجتها بحلول بحرينية، لن تحل بحلول أوروبية أو أمريكية أو رومانية أو غير ذلك».
] نعم مشاكل البحرينيين لا يحلها غير البحرينيين، لكن لماذا توفير الدعم السياسي الخارجي لبحريني امام بحريني اذا كان الحل بحرينياً؟ الا تقدمون دعماً سياسياً لجماعات سياسة؟
- لا. دعيني أوضح ذلك. كممثل لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية. فإن أقرب علاقاتنا هنا في البحرين بطبيعة الحال مع الحكومة البحرينية. لدينا علاقات وثيقة وقوية وصداقة مع حكومة هذا البلد. ونكن احتراماً عظيما لجلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة، وقيادته ونحترم الحكومة والمسؤولين الحكوميين الذين عملنا مع كثير منهم عن قرب، في قضايا عملية. وعادة ما كانت قضايا تهم الشعبين البحريني والأمريكي. مثل الدفاع والأمن وقضايا اقتصادية وقضايا التعليم. وأكن احتراماً كبيراً للحكومة. هذا لا جدل حوله، لكن بشأن الخيارات السياسية التي قد يختارها البحرينيون، وبشأن الحكومة في المستقبل، بشان نظامهم. فليس لدينا انحياز تجاه فريق ضد فريق آخر.
] هل يستطيع سفير دولة عظمى أن ينتقل بين مناسبات مختلفة مثل «المجالس الرمضانية» دون ان يقرأ تواجده في مقرات معارضة كــ»رسالة سياسية»؟
- حسنا، كم مجلساً ذهبت إليه خلال رمضان؟ 46 مجلسا، لقد كنت في الولايات المتحدة خلال الأسبوع الأول من رمضان لذلك فاتني بعض المجالس. حضرت على سبيل المثال، مجلس د. عبداللطيف المحمود، في المحرق، حضرت مجلس بن هندي، مجلس العصفور، ومجلس الكوهجي، مجلس المسقطي، مجالس معظم العائلات الكبيرة ومن مختلف الاتجاهات، وليس فقط من فريق واحد. أظن أن الرسالة هي ما كنت أقوله حول العلاقات مع مختلف البحرينيين واهميتها لعملي كدبلوماسي ومجالس رمضان فرصة عظيمة لالتقي بالبحرينيين، هذه هي الرسالة.] ماذا لو جاء سفير دولة اجنبية في الولايات المتحدة وجلس مع جماعة تعتنق ايدلوجية مثل جماعة «ثيومتي ماك فاي» منفذ تفجيرات «اوكلاهوما» دون ان يقرأ ذلك كدعم سياسي، هل ستلتزمون الصمت؟ ام عندما يتعلق الامر بالامن القومي الامريكي فسوف يختلف الامر؟
- نحن نضع الخط عند العنف. لن ألتق بأي شخص يمارس العنف، أو يدافع عن إسقاط اي حكومة بالعنف، نحن ندين العنف، وندعو جميع الأطراف في البحرين -التي عانت للأسف من العنف في الفترة الأخيرة- أن تدين العنف باستمرار. وأن تفعل كل شيء تستطيعه لوقف العنف.
] وهل حقاً أدانت جمعية الوفاق العنف؟
- إنني ألتقي مع ممثلي مجموعات قانونية معترف بها.
* لكن ماذا عن اعتبارات المساس بالامن الوطني؟ دعني اعود بك الى الخمسينات والمكارثية، لم تكن تجربتكم رائعة مع خيارات وحريات الاخرين عندما تعلق الامر بأمنكم القومي حيال ايدلوجية سياسية لها اتباع كثر في العالم، هل اعتبارات امنكم القومي دائما مبررة واعتبارات امن الاخرين يمكن القفز عليها؟
- إنني أختلف بشدة مع رأيك او اننا في أمريكا مستعدون لفعل أي شيء كما تقولين. هذا غير صحيح على الاطلاق، نحن دولة ملتزمة بحكم القانون، هناك الكثير من الحالات التي تم فيها عزل رجال ذوي سلطة كبيرة جدا من مناصبهم، وفي بعض الحالات سجنهم. لأنهم قاموا بتصرفات مخالفة للقانون. سواء كان ذلك باسم الأمن القومي أو محاربة الشيوعية، استخدم كمثال، الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون في عام 1972، الذي خرق القانون. وتم عزله من منصبه وأوشك أن يدخل السجن. السلطات مسؤولة عن قراراتها، ويجب أن تكون مسؤولة أمام حكم القانون. لا يجب أن يكون هناك أحد فوق القانون، سواء في الولايات المتحدة الأمريكية، أو في أي بلد آخر.
] ألم تكن «المكارثية» مرحلة فرضتها اعتباراتكم الامنية؟ اليس هذا جزء من تاريخكم؟
- ما الذي حدث لمكارثي؟ ماذا كانت النتيجة في النهاية؟ تم طرده من المكتب. سيناتور أمريكي قوي ذو نفوذ، تم إجباره على الاستقالة، اختلف بشدة وقوة معك.] وضع الرئيس أوباما في خطابه البحرين في نفس مرتبة العراق وسوريا -وانت خدمت بلادك في العراق- هل البحرين كالعراق او سوريا؟
- اعتقد انه يجب ان تقرئي خطاب الرئيس بعناية، ما قاله الرئيس «هو أننا قلقون من تصاعد التوتر الطائفي في البحرين. وأنا أشاركه هذا القلق، بعد أن امضيت عاميين هنا. وقابلت الكثير من البحرينيين، أشارك الرئيس هذا القلق، وأظن أن الكثير من البحرينيين يشاركوني هذا القلق كذلك. نحن نعتقد أن البحرين يمكنها أن تكون نموذجا لهذه المنطقة، وللعالم في كيفية معالجة هذا التوتر، وكيف يمكن تحويل التوتر الطائفي إلى تناغم طائفي. لقد كانت البحرين ناجحة في التعايش بين جميع البحرينين واي كان مذهبهم يستطيعون العمل معاً، أعتقد أن بإمكانهم فعل ذلك مرة أخرى. أنا متفائل بذلك. ولكننا قلقون. البحرين أحد أقوى وأفضل أصدقائنا في المنطقة. نحن نعتمد على البحرين في الخليج وفي دول مجلس التعاون الخليجي. وهنا في الشرق الأوسط، نحن قلقون حيال هذه التوترات واستمرار العنف، والاستمرار في العجز عن الوصول إلى الطريق للتقدم والمضي للأمام، وهذا يضر البحرين صديقتنا. اعتقد ان البحرينين والامريكيين والاوروبين وغيرهم من اصدقاء البحرين حول العالم يشاركونني الرأي.
] هل هذا إيضاح لما قاله الرئيس الأمريكي أوباما؟
- نحن نعتقد أن البحرين تستطيع أن تكون نموذجا، وبكيفية معالجة التوتر من خلال الحوار. من وجهة نظري وبحكم خبرتي في المنطقة -بما فيها خبرة العمل المباشر في العراق- لم أخدم في سوريا، ولكني عملت في العراق، وكذلك عملت كما تعلمين في اليمن. بلد خاض ومازال يخوض عمليات عنيفة داخل البلد... نعم لكل دولة ظروف مختلفة، لكن كيف وصلوا إلى هذه النقطة، التي ينفجر فيها التوتر والضغط إلى اندلاع العنف. والوضع في سوريا يختلف عن اليمن وكذلك العراق يختلف عن سوريا، عندما أنظر إليهم أراهم مختلفين كثيراً. بالتأكيد لا أقارن الحالة في العراق بالحالة في سوريا، وبالتأكيد لا أقارن بالحالة في البحرين.
] إذن البحرين ليست العراق أو سوريا؟
- البحرين ليست سوريا، البحرين ليست العراق. ولكن لا يمكن أن ننكر أن هناك توترا في البحرين، وهذا ما قاله الرئيس. قال إنني قلق، يجب علينا أن نفعل ما بوسعنا لمعالجة هذا التوتر. وبقوله «نحن» هو يعني العالم، وخاصة البحرينيين، لأننا فعلا نؤمن -وهذه ليست مجرد كلمات فارغة- ان البحرين ستكون نموذجا للعالم.
] صدر قرار من وزارة العدل ينظم اتصال الهيئات الاجنبية بالجمعيات السياسية عبر اشعار وزارة الخارجية بذلك، هل أزعجكم القرار؟
- لقد استمرينا في لقاء البحرينيين من مختلف الأطياف، ممثلي مختلف التنظيمات. السياسية والمدنية والأكاديمية ومؤسسات تجارية. ونحن نعمل ضمن حدود القانون البحريني أثناء اجتماعنا بهؤلاء الممثلين، وهؤلاء ليسوا سياسيين فقط، ولكن من جميع المجالات، نحن لا نخالف القانون ولن نفعل ذلك، إننا مستمرون في لقاء ممثلين عن مجالات مختلفة، وسوف نكون منزعجين إذا تم إيقافنا عن لقاء ممثلي جماعات سياسية قانونية وشرعية. إذا تم منعنا من ذلك، سنكون منزعجين جداً. وسوف نعتبر ذلك خرقا للقانون الدولي، ولكن هذا لم يحدث، إننا نقابل وزير الخارجية، والحكومة على علم كامل، انا لا ألتقي بأي أحد سراً. ولا أخفي اجتماعاتي. أحياناً يكون لي اجتماعات خاصة في منزلي أو في مطعم أو في أي مكان، وأحيانا نلتقي رسمياً في المكتب. ولكنها ليست سراً.
] كانت هناك انتقادات أمريكية لتوقيف عضو جمعية الوفاق خليل المرزوق... ما المشكلة بالنسبة لكم ان تطبق دولة قوانينها في حال حدوث تجاوزت للقانون؟
- كنا مهتمين، خليل المرزوق ممثل مهم لطرف سياسي قانوني معارض للحكومة «الوفاق»، وهو شخص شارك في المفاوضات والأحاديث، والتقينا به أكثر من مرة، وقام بزيارة الولايات المتحدة سابقاً، وهو معروف جيداً لدى مجموعات دولية، ومجموعات حقوق الإنسان في العالم. فهو شخصية مشهورة ومعروفة. لذلك عندما تم توقيفه، سجلنا ملاحظة، كنا مهتمين. أردنا أن نعرف لماذا تم توقيفه، أردنا أن نعرف ما هي ظروف توقيفه، وسألنا، كما فعلت حكومات أخرى عديدة، منها بريطانيا والاتحاد الأوروبي، والعديد من مجموعات حقوق الإنسان والإعلام. سألوا عن ذلك، وهذا بالضبط ما قمنا به. لقد كنا مهتمين.] وهل اي شخص ينخرط بنشاط سياسي ذي وجه معارض سيعفى من اي مساءلة قانونية وسيصبح توقيفه خطا احمر؟
- اعتقد انه لم يتم بعد تحديد ما اذا كان قد خرق القانون بالفعل. اؤمن ان لدى البحرين نظام محاكم ونيابة وقضاة وهم من سوف يحددون ما إذا كان خالف القانون أم لا. لذلك، أظن انه إلى ذلك الحين، سنقول إننا نريد أن تكون هذه العملية شفافة وعادلة وفق القانون البحريني.
] اذا كنتم تؤمنون ان هناك نظام محاكم ونيابة عامة وقضاة وهم من سيحددون ذلك اذاً لما القلق؟
-لقد تم القبض عليه وحبسه لمدة 6 أسابيع. ونحن تساءلنا عن الظروف والأسباب لهذا الاعتقال لا اكثر.
] لقد تم توقيفه وفق القانون، وسوف يحاكم وفق القانون؟
- حسناً، لقد افرج عنه.
] نعم افرج عنه ايضا وفق القانون، دعني انتقل معك الى الملف الايراني، هناك حالة غزل امريكي - ايراني، الم تكونوا الشيطان الاكبر بالنسبة لايران وهم محور الشر؟
- من المهم جداً، أن ننظر فيما قاله الرئيس أوباما بشأن القضيةالإيرانية. في البداية لا بد أن أقول إننا ملتزمون بمنع إيران من الحصول على السلاح النووي. وهذا موقف تشاركنا فيه حكومة البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي، الدول الأوروبية، وغيرها كثيرون حول العالم، يقفون معنا كمجموعة مصممة على منع حصول هذه الحكومة في إيران من الحصول على السلاح النووي أو تطويره.
سوف نستخدم أي وسيلة لمنع ذلك. وأفضل الوسائل هي أن يحضر الإيرانيون إلى طاولة المفاوضات. وأن يشاركوا في عملية دبلوماسية، بحيث يصلوا إلى اتفاق بعدم إنتاج سلاح نووي. وهو أمر التزموا به دولياً، وأن يثبتوا «واشدد على ان يثبتوا» للعالم أن برنامجهم النووي لأغراض سلمية فقط. هناك طرف لفعل ذلك، وهم يعرفون كيف يفعلون ذلك. يبدو أن هناك بعض الاهتمام لدى الحكومة الإيرانية الجديدة ورئيسها، لمتابعة تلك العملية الدبلوماسية. اعتقد ان ذلك لمصلحتنا، اعني البحرين والولايات المتحدة الأمريكية. أن ترى ما إذا كنا نستطيع أن ننجح، ولكننا سننجح فقط إذا كان الإيرانيون مستعدين لفعل ذلك، وليس فقط بالاقوال بل بالافعال،عليهم اتخاذ إجراءات واضحة يمكن مراجعتها. بالتأكيد نحن لا نمضي في ذلك ونحن مغمضي الأعين أو نائمين. إننا متيقظون تماماً، ونحن نعرف الإيرانيين.لا يمكن الوثوق بهم كثيراً.
] وهل المشكلة الوحيدة مع ايران هي الانشطة النووية؟ ماذا عن دعم الجماعات الارهابية مثل حزب الله؟ ماذا عن تداخلاتها في دول الخليج وتهديدها للملاحة في الخليج؟ ماذا عن يدها في العراق وسوريا ولبنان؟ ماذا عن ارواح جنود المارينز الذين قتلوا في العام 1982 وعملية الخبر 1996؟ ماذا عن ملفها الحقوقي الاسود في اضطهاد الاقليات داخل ايران؟
- نعم، انت على حق، هي ليست القضية الوحيدة، ولكني أزعم أنها القضية الأكثر خطورة. فالسلاح النووي هو القضية الأكثر خطورة والأكثر تهديداً، وهو يهدد مباشرة وجود البحرين فيما إذا نجحت إيران بالفعل في تطوير سلاح نووي. صحيح انني اتفق معك بانها ليست القضية الوحيدة، هناك قضايا أخرى. تصرفات وأشياء أخرى قام بها الإيرانيون وهم مستمرون في القيام بها، ونريد أن نراها تتوقف. ومن أهم هذه الأمور، هو الاستمرار في دعم المجموعات الإرهابية كما أشرت الى حزب الله، ويدعمون غيرها في أماكن أخرى. وهو أمر يثير قلقا شديدا لدينا. مرة أخرى، نحن لا نخوض في ذلك ونحن نائمون، أو بأي نوع من الأحلام بأن الإيرانيين قد تغيروا. نحن نظن أن لدينا فرصة، ربما تكون صغيرة جداً. ولكن علينا أن نختبرها. علينا أن نتأكد ما إذا كانوا جادين أم لا. علينا أن نعمل معاً، ألا تتفقين معي على حل هذا الأمر سلمياً؟ بدلا من استمرار التهديد بالحرب.
] لا أحد يريد الحرب، لكن السؤال هل إيران تريد السلام؟
- إيران موجودة.
] نعم موجودة ولن نغير الجغرافيا، لكننا لن نغمض الاعين عن محاولات لي ذراع المنطقة بالنشاط النووي لتمرير ما تريد، والسؤال هو ان «اللهجة الامريكية الناعمة» مع ايران تقود لهذا التساؤل فهل استبدلت امريكا حلفاءها بالمنطقة؟ ام تضغط على حلفائها بالمنطقة عبر التقارب مع ايران؟
- أعتقد من المهم جداً التأكيد على شراكة أمريكا وعلاقاتها القوية مع دول مجلس التعاون الخليجي بهذه المنطقة. هذه الشراكة قوية كما كانت دائماً. هناك أوقات نختلف فيها مع بعضنا البعض، هناك أوقات يكون لدينا أولويات مختلفة، هذا ليس من هذه الأوقات. لكننا ملتزمون بالدفاع عن منطقة الخليج، نحن ملتزمون بالدفاع عن شركائنا، ما تحتاجينه فقط هو الذهاب إلى ميناء سلمان أو ميناء خليفة، في أي يوم، لترين الدليل على التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن البحرين والدفاع عن دول مجلس التعاون الخليجي ضد أي تهديد. سواء كان التهديد قادماً من إيران أو من مكان آخر. هذه العلاقات مهمة جدا لنا، ونحن ننوي المحافظة عليها، ومهمتي هنا في البحرين، أن أتأكد أن تظل هذه العلاقات قوية، ليس فقط أثناء فترة عملي هنا، ولكن على مدى الأجيال القادمة.
] أنتم ملتزمون بالدفاع عن البحرين، وفي نفس الوقت وضعتم قيودا على تصدير بعض المعدات العسكرية إلى البحرين. منذ 2011. كيف تفسر ذلك؟
- أولا، العديد من المواد التي منعت قد تم السماح بها، ليس العديد بل معظمها في الواقع. ولدينا علاقات قوية جدا مع قوة دفاع البحرين. وننوي الاستمرار في العمل عن قرب مع قوة دفاع البحرين عبر العلاقات الثنائية بيننا وكذلك كجزء من دول مجلس التعاون الخليجي، وكذلك نريد الاستمرار بالعمل مع القوات في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والكويت ومع كل دولة في الخليج، نحن ننظر بدقة -لاننا مطالبون وفق القانون- في نوعية المعدات المسموح لنا أن نبيعها إلى تلك الدولة. وفي بعض الأحيان نستطيع فعل ذلك، وأحيانا لا نتمكن.
] انتقادات لاذعة وجهت للادارة الامريكية من شخصيات سعودية بارزة، لديكم علاقات عريقة مع السعوديين والان السعوديون ينتقدونكم في وسائل الاعلام، ليس فقط السعوديين، حتى حلفاءكم في اوروبا اليوم يتهمونكم بالتجسس عليهم -هناك مقولة غربية مفادها- ماذا تسمي القائد الذي يمشي دون اتباع؟ «هو فقط رجل يمشي» من بقي لكم من حلفاء؟
- أود أن أشدد بقوة على ان العلاقات بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية ستبقى قوية. علاقاتنا مع السعودية شاملة ومماثلة لعلاقاتنا مع البحرين. لدينا علاقات قوية وثابتة عسكرية، ونتعاون اقتصاديا وتجارياً، ولدينا آلاف السعوديين الذي يدرسون في الولايات المتحدة، ولدينا آلاف من رجال الأعمال الأمريكين يعيشون ويعملون في السعودية. العلاقات قوية للغاية. وجود خلافات حول بعض القضايا مؤخراً، ليس أمراً جديدا، أو غريباً. إن وجود هذه العلاقات القوية بين البلدين لا يعني أنهما يتفقان في الرأي طوال الوقت. ان معظم ما تقولينه، متعلق بسياسات أو تصرفات حديثة بشأن سوريا. والاختلاف في التوجه نحو سوريا. وأود أن أقول ان سياسات السعودية وأمريكا تتماشى تماماً في الشأن السوري. كلانا يتفقان أنه حان الوقت لبشار الاسد أن يرحل. وأنه فقد شرعيته، ويجب استبداله. كلانا يتفق أنه يجب أن نفعل ما يمكننا فعله لدعم التغيير، وكلانا نتفق أنه من الأفضل أن يتم ذلك من خلال عملية سياسية دبلوماسية. وأنه لن يتحقق من خلال عملية عسكرية. أو تدخل عسكري. فهذا لن ينجح. لذلك، ففي الأساس نحن متفقون. وقد اختلفنا في نقاط قليلة مؤخراً. وهذا ليس جديداً ولا غريباً، وبالتأكيد هذا لا يثير قلقنا كثيراً، اما بشأن السؤال الثاني حول التجسس فليس لدي تعليق.
] دعني انقل لك نكتة يتبادلها الناس مفادها «لو كان رئيس ديمقراطي يحكم امريكا حين غزا صدام حسين الكويت لكنا حتى هذا اليوم مازلنا نحاول ان نقنع صدام بالخروج من الكويت» هناك انتقادات كثيرة لتعاطي الرئاسة الامريكية الحالية للملف السوري، هذه الانتقادات اتت ايضاً من نواب امريكيين، هناك من يرى ان الروس هم من يقودون الملف السوري في حين تقف امريكا كمستمع جيد، هل استغنيتم عن دوركم في المنطقة؟
- كلا بالمرة، بشأن سوريا كان أحد الأهداف الدبلوماسية الأمريكية، والسياسات الأمريكية على مدى العامين الماضيين، التي شاهدنا فيها الأوضاع في سوريا تزداد عنفاً. وأكثر دموية. أحد أهدافنا كانت إشراك روسياً. الاعتراف بتأثير روسيا لدى الحكومة السورية، الاعتراف بتأثير وقوة روسيا في العالم. أحد أهدافنا كان إشراك روسيا في الحل في سوريا، والذي نعتقد أنه سوف يساعد سوريا. إنني أقول جاداً، إن هذا نجاح دبلوماسي لأمريكا. وأنا أقدر الوزير جيمي كيري، ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، على إدراكهما أنه فقط بالعمل المشترك لهم. روسيا والولايات المتحدة، والشركاء التسعة الآخرون، المشاركون في جنيف يمكنهم الوصول إلى حل للوضع في سوريا. وروسيا جزء مهم جدا من هذا الحل.
] هل يمكن لدولة تصدر السلاح الى النظام السوري لاستخدامه في الصراع الدائر في سوريا ان تعمل هي ذاتها لانهاء الصراع في سوريا؟
- دعينا نأخذ الأمور خطوة خطوة، الخطوة الأولى أن نتخلص من الأسلحة الكيماوية، كان هذا هو الهدف الأول. وإذا استطعنا إزالة أو تدمير مخزون السلاح الكيماوي الذي جمعه بشار الأسد على مر السنين. فهذا في حد ذاته إنجاز كبير. وهو يمنع حدوث المذابح مرة أخرى. وهذا يستحق، خطوة خطوة. الدبلوماسية هي خطوة خطوة، وليس كل شيء أو لا شيء».
] لكن هناك اكثر من مائة ألف السوري لم يقتلوا بالسلاح الكيماوي، بل قتلوا بسلاح تقليدي صنع وصدر من روسيا!
- ولذلك أقول إن الدور الروسي أساسي في سوريا. وأنا شخصياً متشجع برغبتهم في المشاركة على مستوى أعمق كثيراً في محاولة الوصول إلى هذا الحل.
] لكن الم يبرز تراجعكم عن ضرب نظام بشار الاسد -بعد كل التأكيدات التي صدرت من الرئاسة الامريكية- لنقول حالة تخبط في تعاطي الولايات المتحدة مع الملف السوري، وهذا اضعف الثقة بفعالية سياساتكم مع هذه الازمة، الم تصنع هذه المواقف المتأرجحة فرص تقدم للاخرين الروس والصينيين وغيرهم لاخذ دوركم وربما مستقبلا نفوذكم في المنطقة؟
- بداية أظن أن كل دولة مسؤولة عن نجاحها أو فشلها. أظن أنه في بعض الأوقات يكون للدول -للأسف- ميل إلى لوم الخارج على مشاكلها. لوم التأثير الخارجي على مشاكلها الداخلية. وهذا يمنعها من العثور على أفضل طرق التقدم لنفسها. أعتقد أن للولايات المتحدة تأثيرا كبيرا في الشرق الأوسط، ونحن نحاول. وأعتقد أننا عادة ننجح في استخدام هذا التأثير للتقدم والتقدم الإيجابي. أعتقد ان الدول بحاجة إلى النظر داخلياً، بحثاً عن الإجابات. قبل أن يوجهوا الاتهامات إلى الخارج بالتسبب فيها. وهذا يشمل جميع الدول، بما فيها بلدي.
] هل هذا يعني أن دوركم لم يتراجع في الشرق الأوسط؟
- دورنا يتغير من حين لآخر، إننا بالتأكيد نسعى وراء أهدافنا ومصالحنا الخاصة. ولكننا أيضاً لنا علاقات وشراكات وصداقات في هذه المنطقة المهمة جداً جداً. والتي سنستمر في العمل فيها. بما في ذلك هنا في البحرين. والتي سوف أكرر ذلك، احدى أهم وأقوى العلاقات للولايات المتحدة في المنطقة.
] هل احد شركائكم المفترضين في المنطقة هم المعارضة قرب «ابار النفط» والتنظيمات الشيعية في دول والاخوان المسلمين في دول اخرى هم من سيضمنون لكم بقاء هذا الدور وان تغيرت طبيعية هذا الدور؟ هل هولاء البديل المفترض لحلفائكم في المنطقة؟
- لا أفهم تماماً ماذا تقصدين بسؤالك، لدينا علاقات قوية جدا في هذه المنطقة، وننوي الاستمرار فيها، والبحرين أحد أهم هذه العلاقات. ونحن ننظر إلى التغيرات التي حدثت خلال السنوات الثلاث أو الأربع الأخيرة هنا في الشرق الأوسط، في العديد من البلاد، بما فيها هنا في البحرين. أنتم تحاولون تحديد ما الذي يحدث، ما هي مصلحتكم. كيف يمكن المساعدة، نحن نرغب بشدة أن تجد كل دولة طريقها الخاص. وسوف نعمل مع حكومات هذه الدول، وهذا يعتمد على ظروف كل دولة.
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
بتاريخ: 3 نوفمبر 2013