-
القائمة الرئيسية
-
ملاحق البحرين تنتخب 2014
-
الانتخابات البلدية في البحرين.. خيارات المقترعين حددتها الدوافع المذهبية والآيديولوجية
المنامة: هناء بوحجي
توافد البحرينيون امس على مراكز الاقتراع في اجواء لم تعشها البحرين منذ اكثر من ثلاثة عقود، ومن المتوقع ان يهرع المواطنون صباح اليوم للاطلاع على نتائج الانتخابات التي يتوقع الانتهاء منها بعد منتصف الليلة الماضية.
وفتحت قبل الثامنة من صباح امس بوابات المدارس التي اجريت فيها الانتخابات لاستقبال الناخبين، واصطف على الطرقات المؤدية الى هذه المراكز اتباع كل مرشح ببطاقات صغيرة تحمل صوره ونقاطاً مختصرة لبرنامجه، فيما قدم البعض إفطارا مجانيا للناخبين والحلويات والقهوة، وذهب البعض الى طباعة صورهم على قناني المياه وتوزيعها على الناخبين الوافدين، وتكفل بعض المرشحين بتوفير المواصلات للناخبين، ووفر اعتدال الطقس امس فرصة تشكل مجموعات امام المراكز للحديث عن المناسبة غير المعتادة وسط مظهر احتفالي واضح.ويعود عهد البحرين بالانتخابات البلدية الى ما قبل الاستقلال في بداية السبعينات عندما حلت المجالس البلدية وحلت محلها الهيئة البلدية المركزية.
وبالرغم من اطنان الورق التي انفقت خلال الشهر الماضي على طباعة صور المرشحين وبرامجهم الانتخابية فإن الناخبين بدأوا كمن قرروا لمن ستذهب اصواتهم بناء على اعتبارات بعيدة عن قدرات المرشحين على تحقيق «آمالهم البلدية».
وجرت عملية الانتخاب بسلاسة تامة بدون ازدحام او طوابير. وقال الشيخ احمد بن عطية الله آل خليفة رئيس اللجنة المشرفة على الانتخابات لـ«الشرق الأوسط» ان توفير انظمة التأكد من هوية الناخبين الكترونيا وفرت الكثير من الوقت والجهد وشجعت المواطنين على ممارسة حقهم الانتخابي.
ومن خلال استطلاع «الشرق الأوسط» بشكل عشوائي في المراكز بدت العوامل الطائفية والسياسية وصلة القرابة والعلاقات الشخصية من اهم العوامل التي تحكمت في اختيارات الناخبين لممثليهم من المرشحين في دوائرهم. ففي مركز اقتراع الدائرة الثانية في المحافظة الوسطى قالت بيبي عباس وهي سيدة في الستينات من العمر انها ستنتخب ابن منطقتها التي جاءت منها اصلا مهما كانت عيوبه، وقالت سيدة اخرى ان زوجها اخبرها من تنتخب لأنه الافضل.
وقال الدكتور منصور الجمري، رئيس تحرير جريدة «الوسط» اليومية ـ تحت التأسيس ـ لـ«الشرق الأوسط» ان «عاملي المذهبية والاتجاه السياسي هما الأقوى في توجيه اختيار الناخبين».
وفي مركز اقتراع سار بالمنطقة الشمالية قالت المرشحة صبا العصفور، وهي مهندسة في البلدية، انها من خلال حملتها الانتخابية لمست عدم وعي كبير من قبل الرجال والنساء على السواء بمسؤولية انتخاب الممثل البلدي، واضافت «الكثير كان يخلط ما بين الانتخابات البلدية والانتخابات البرلمانية»، وقالت ان التاريخ السياسي للمرشح كان مؤهلا كافيا في نظر الكثير من الناخبين. واضافت ربما بسبب الاحساس بعدم العدالة في توزيع الدوائر الانتخابية، خاصة في المحافظة الشمالية ولد الشعور بالانحياز لأبناء الطائفة ليعوضهم عن التوزيع غير العادل.
من جهة ثانية بدا حظ المرأة قليلاً بين المرشحين، وقالت صبا العصفور في هذا الشأن ان الفكرة السائدة هي ان المرأة لا تصلح للعمل البلدي، لكنها في الوقت نفسه لا تكترث بالنتيجة ابدا، وتعتبر دخولها حلبة المنافسة بين 12 رجلاً فوزاً بحد ذاته لكسر حاجز دخول المرأة لمواقع تشريعية او عملية او مجتمعية مقبلة.
ومن مركز البسيتين في محافظة المحرق واجهت مريم الجلاهمة حملة مضادة شعواء آخرها اشاعة انسحابها التي توقعت ان تخسر معها بعضا من ناخبيها وقالت «لا تهمني النتيجة مهما كانت، بل انا على استعداد للتطوع في ما بعد والتعاون مع منافسي الرجل الفائز في الدائرة».
ومن الدائرة الثامنة في منطقة مدينة حمد قالت المرشحة بهية رضي ان محدودية الصلاحيات للممثل البلدي ادت الى عزوف الكثيرين والكثيرات عن الترشيح حتى لا يعدون الناس بما لا يمكن تحقيقه من خلال صلاحيات محدودة جداً. لكنها اشارت الى انها رشحت نفسها فقط لاثبات وجود المرأة وفاعليتها في المجتمع.
وتعتبر هذه هي المرة الاولى التي تتمكن المرأة البحرينية من الترشيح والانتخاب، اذ كان حق المرأة يقتصر على الانتخاب منذ عام 1951 عندما عدل قانون البلديات الذي سن في عام 1920.
ومهما كانت نتائج الانتخابات البلدية فلا يمكن اغفال اهميتها للناخب البحريني «للتسخين» للانتخابات البرلمانية التي تنتظره في اكتوبر (تشرين الاول) المقبل.
المصدر: الشرق الاوسط
بتاريخ : 10 مايو 2002