-
القائمة الرئيسية
-
ملاحق البحرين تنتخب 2014
-
خطاب جلالة الملك للشعب للحث على المشاركة في الانتخابات
بسم الله الرحمن الرحيم
شعبنا العزيز... أيها الأخوة والأخوات...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
"يسعدنا أن نتحدث إليكم اليوم والبلاد تتهيأ لتجديد مسيرتها النيابية بإجراء أول انتخابات برلمانية منذ عقود بعد أن من الله علينا سبحانه بهذا التوافق الميمون في ظل الميثاق والدستور وتجديد انطلاقة البحرين في مختلف المجالات بما تتضمنه من تطوير سياسي وازدهار اقتصادي وإصلاح إداري ونهوض عمراني وإسكاني غير مسبوق ضمن مشروعنا للتحديث الشامل بتكامل مقوماته وآفاقه الرحبة المبشرة بالخير لأبناء الوطن كافة.وأضاف قائلا:
"إنها سفينة واحدة ووطن واحد ولنعمل معا على أن تسير بالحكمة والرأي المشترك ولن يتحقق ذلك إلا بأن تكون البحرين أولا بعد الله سبحانه في الضمير والعمل وبألا نرفع إلا أعلامها لنبقى مرفوعي الرأس مخلصين لهذا الوطن متحررين من أية توجهات غريبة تحرف المسيرة كما عانت البلاد في مراحل سابقة".
ثم قال جلالته:
"أيها الأخوة أن كل ما حققناه كان بفضل الله في فترة قياسية والعالم يشهد بذلك ونحن نعيش حقيقة واقعة بينما مختلف الأوضاع الإقليمية والدولية من حولنا لا تتسم بالاستقرار فلا سجون ولا معتقلات سياسية في بلادنا ولا محكمة لأمن الدولة ولا مبعدون في الخارج ولا قيود على حرية الاجتماع والتعبير في حدود القانون كما تحققت للمرأة البحرينية حقوقها كاملا بلا تردد".
وأضاف قائلا:
"وكما أكدنا لكن منذ البداية فلا عودة ولا رجوع إلى الوراء في أي جانب من حياتنا الوطنية المتجددة والمنطلقة إلى الامام بحول الله ويتصميمنا المشترك ولت نرضى لأي وطني مخلص اختضنه الوطن وشاركنا هذه الإشراقة التخلي عن موقعه المتقدم والمشرف فيها آملين أن يكون عند حسن الظن ويمد بده كما مددناها إليه مقدرين لكل المعارضين في ظل الديمقراطية والقانون والروح الايجابية اجتهاداتهم إليه ورؤاهم التي سيرى الشعب مدى قدراتهم على تحقيقها بالحكمة السياسية والعمل البناء وتجاوز النفس والاسهام المتجدد الذي هو محك الاختبار في نهاية المطاف لكل مسئول ومواطن، فالقوى السياسية الحية تشارك في بناء أوطانها بأناة وصبر لبنة فوق أخرى حتى يعلو البناء بتكاتف الجميع ولصالح الجميع ويتلاحم النسيج الاجتماعي للوطن من خلال الرأي، والرأي الأفضل الحر الذي يضع المصالح العامة كهدف يراد له التحقيق فليكن خطابنا الوطني على هذا الاساس متوازنا في عرض الحقائق ابتغاء للحق ومصلحة الوطن العليا".
"وبلا ريب فان المجلس النيابي المنتخب هو ركيزة المشروع الإصلاحي ومنطلقة للمزيد من التطور مع كافة مؤسساتنا الدستورية".
"وعن طريقه يمكن أن نصلح ما نريد إصلاحه عبر تقدم المسيرة المتصلة التي هي أمانة في أعناقنا ومن مسئولية الجميع بلا استثناء الحرص على استمرارها وتطورها".
"وليست العبرة في هذا المضمار بانتصار اتجاه سياسي على آخر أو المفاضلة بينهما وإنما العبرة بانتصار البحرين في سباق التقدم والإنجازات التنموية والاقتصادية لصالح كل بحريني وبحرينية فلمثل هذا فليعمل العاملون".
"ومن أراد العمل المنظم برلمانيا فإن التزامه لهذا الهدف الوطني على أساس البحرين أولا هو سبيل أهليته لصدارة العمل السياسي والمشاركة في إدارة البلاد"...
أيها الأخوة والأخوات...
"على هذه الأسس والمنطلقات وحرصا على المكاسب التي تحققت لكم، أدعوكم اليوم، مثلما دعوتكم في بدء الانطلاق، للاستجابة لنداء البحرين... نداء العمل والأمل من أجل المستقبل".
"ونداء البحرين اليوم لكم يتمثل في مشاركتكم في الانتخابات النيابية لاختيار من ترونه الأصلح والأكفأ لحمل المسئولية وتحقيق المشاركة وتمثيلكم بأمانة ليصل صوتكم إلينا – عبر المجلس الوطني – جليا صافيا نستند إليه بحول الله في عملية البناء الشامل من أجلكم وأجل أجيالنا الجديدة".
واختتم جلالته خطابه بالكلمة التالية:
"وختاما أيها الأخوة إن العالم ينظر إليكم الآن وإلى حسن ممارستكم لحقكم في المشاركة لهذا أدعوكم للوقوف معي بالاسهام في مختلف جوانب المسيرة الوطنية حماية لكل المنجزات التي تحققت وحرصا على الأيام الأجمل التي ندخرها للبحرين بجهدنا المشترك واني إذ أتشرف بمسئولية الأمانة الأولى في هذا الوطن فان حديثي إليكم في هذا الموقف ما هو إلا حديث الأب والأخ والصديق ضمن رباط الأسرة البحرينية الواحدة وهو الرباط الأقوى الذي سيبقى بيننا على امتداد مسيرة الخير التي بدأناها بنداء الفرح والابتسامة لنا جميعا فوق ثرى البحرين. وإذا كان ابتعاد من نحب في الله والوطن ليس مدعاة للفرح فان مشاركتهم جميعا ستفرحني مع كل بحريني وبحرينية. فلنحافظ على ابتسامة الغد المشرق لنا ولأجيالنا المقبلة. وفقكم الله".
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
المصدر: الارشيف
التاريخ: 21 اكتوبر 2002