-
القائمة الرئيسية
-
ملاحق البحرين تنتخب 2014
-
توفير المعدات والتدريبات العسكرية للبحرين
مقاطعة إيران تجاريًا ستبقى على حالها.. السفير الأمريكي لـ«الأيام»:
الايام - تمام أبو صافي
قال سفير الولايات المتحدة الامريكية لدى البحرين وليام روباك ان بلاده تثمن الشراكة الاستراتيجة مع البحرين، مشدداً على ان حرص الولايات المتحدة على توفير كافة احتياجات البحرين من المعدات والتدريبات العسكرية لحفظ امنها لاسيما ان بعض عناصر برنامج القوات المسلحة الامريكية في الخارج والتي كانت قد توقفت بشكل مؤقت قد استؤنفت منذ ستة اشهر..
وأشار السفير روباك في حوار لـ «الأيام» الى ان جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة يحظى بكل التقدير لقيادته الاصلاحات في البلاد منذ ميثاق العمل الوطني وتعزيزها في مختلف المجالات، رافضاً تماماً اعتبار موقف بلاده من تعزيز حقوق الانسان يعني الانحياز لاي طرف معارض.
وفي المجال الاقتصادي، أوضح السفير روباك ان موقع البحرين قادر على جعلها مركزاً تجارياً اقليمياً، مشدداً على ان احد الجوانب التي يركز عليها في مهام عمله هو تحقيق الاستفادة المثلى من اتفاقية التجارة الحرة التي مضى على دخولها حيز التنفيذ عشرة اعوام.
أما في الشأن الاقليمي، أكد السفير روباك على ان القوات الامريكية المتواجدة في العراق تركز اليوم على تدريب ودمج القبائل السنية العراقية في الاجهزة العسكرية الرسمية، نافياً تماماً ان يكون هناك اي تعاون عسكري بين القوات الامريكية وما يعرف بقوات الحشد الشعبي.
وجدد السفير روباك إدانة بلاده لأي جرائم ارتكبت في العراق على يد «داعش» او المليشيات الشيعية، مشدداً على ان بلاده لا تتعاون مع اي قوات ليست رسمية.
وإيرانياً.. وصف السفير روباك الحسابات اتجاه ايران بالصعبة، مؤكداً على ان المقاطعة التجارية الامريكية مع ايران ستبقى على حالها، لافتاً الى ان بلاده ستتعاون مع كافة شركائها لمنع ايران من تمويل ودعم الارهاب عبر وكلائها.
وفيما يلي نص الحوار:] هناك علاقات قوية وشراكة استراتيجية تجمع بين البحرين والولايات المتحدة، بتقديركم.. ما هي أوجه تطوير هذه العلاقة مستقبلاً؟
- في البداية، أود ان اشكر «الأيام» على فرصة هذه المقابلة، بلا شك هناك علاقات قوية بين البحرين والولايات المتحدة، وشراكة استراتيجية. وترجع هذه الصداقة بين البلدين إلى أكثر من 100 سنة مضت منذ وصول الارسالية الامريكية، واستمرت هذه الصداقة حتى وصول البحرية الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية، وتطورت اكثر مع توقيع اتفاقية التجارة الحرة قبل عقد من الزمن، هذه - كما ذكرت - شراكة قوية مع البحرين. وبالطبع فإن جوهر هذه الصداقة هو التعاون الذي يسمح للبحرين باستضافة الأسطول الخامس، أحد الجوانب التي أحب أن أركز عليها في تقوية هذه الشراكة هي اتفاقية التجارة الحرة، وأن أفعل كل ما بوسعي لزيادة العلاقات التجارية الثنائية بين البلدين والبحث عن وسائل أكثر فعالية للاستفادة من الاتفاقية وزيادة التجارة والاستثمار على الجانبين البحرين في موقع جيد لتصبح مركزاً إقليمياً للتجارة، واتفاقية التجارة الحرة يمكن أن تساعد في ذلك. فهذه احدى المجالات الاساسية لعملي هنا، بالاضافة الى الجوانب الاخرى.
] لكن لا زال هناك من يرى ان الفائدة المثلى من الاتفاقية لم تتحقق بعد لاسيما اننا نتحدث عن سوق امريكية ضخمة يطرح فرصاً كثيرة، وموقع بحريني استراتيجي.. ما تعليقكم؟
- لقد تم تحقيق مكاسب كبيرة من هذه الاتفاقية، فالتجارة الثنائية قد تضاعفت منذ بدء سريان الاتفاقية في 2006. وهذا تقريباً بالتساوي من الجهتين. ربما تميل قليلاً للولايات المتحدة، ولكنها تقريباً متساوية. اذ يبلغ حجم التبادل التجاري
بين البلدين هو حوالي 2 مليار دولار سنوياً، نعم السوق الامريكية ضخمة، وانا أتفق مع نقطتك الرئيسية، وهي أننا بحاجة إلى البحث عن طرق لتطوير استخدام اتفاقية التجارة الحرة، وأفضل الطرق لتحقيق ذلك هو تشجيع الشركات والأعمال هنا في البحرين، وتوعيتهم بشأن الاتفاقية، وحثهم على البحث على طرق للاستفادة منها في قطاعات محددة. لان ذلك يشكل افضل الطرق للاستفادة من الاتفاقية، فهي أداة متخصصة، وتحمل فرصاً كبيرة جداً، ولكن على الأعمال أن تجد الجانب المحدد الذي يسمح لهم بأن يحققوا نجاحاً تجارياً أكبر. لدينا ادوات تساعد في ذلك منها غرفة التجارة الأمريكية هنا التي ترعى العديد من البرامج لتشجيع التجارة بين البلدين، ولدينا وزارة التجارة الأمريكية وبرنامج القانون التجاري والتطوير والتجارة والتي تعمل على توفير الإطر القانونية للاعمال في البحرين، وهو عنصر مساعدة فعال في التجارة الدولية. وسوف نسعى لإيجاد طرق جديدة لمساعدة رجال الأعمال الجدد في البحرين، لدينا خطط لبرامج تبادل وهناك ادوات أخرى يمكننا القيام بها للتطوير. وأتفق معك أن علينا أن نبحث في كل هذه الطرق. ولكنني كذلك أود أن أشيد بالنجاحات المهمة التي تمثلها هذه الاتفاقية، مثل مضاعفة التجارية الثنائية بين البلدين خلال العقد الماضي.
] في الجانب العسكري - كان هناك زيارة لوفد يمثل لجنة القوات المسلحة في الكونغرس الامريكي أواخر الشهر الماضي.. هل من خطط مستقبلية لتطوير هذا المسار في العلاقات؟
- لدينا شراكة قوية جداً في الجانب العسكري مع البحرين. نحن نتعاون عن قرب مع الحكومة البحرينية من خلال برنامج قواتنا في الخارج. ونحن سعداء أن التوقف المؤقت في بعض عناصر هذا البرنامج قد استؤنفت منذ ستة أشهر، ونحن مستمرون في التأكد من حصول البحرين على كل ما تحتاجه من المعدات الأمريكية والتدريب لضمان قدرة البحرين على حماية أمنها. وضمان الأمن والاستقرار هنا في المنطقة. نحن نتعاون عن قرب مع البحرين كما نفعل مع سائر شركائنا من دول مجلس التعاون الخليجي على جميع الجهات الأمنية والعسكرية ومواجهة الإرهاب، ومساعدة البلاد على الأمن البحري، حماية حرية الملاحة وضمان تدفق النفط في المناطق الحيوية مثل مضيق هرمز. والمساعدة في مواجهة إيران. جميع هذه المسائل مهمة، وسوف نستمر في التعاون مع البحرين حيالها.
] اليوم البحرين تستضيف مركز التسهيلات البريطاني.. هل يمكن ان تشكل البحرين نقطة التقاء رئيسية للتعاون العسكري الامريكي - البريطاني في منطقة الخليج؟
- إننا نرحب بتأسيس مركز التسهيلات البريطاني في البحرين، ونحن نتعاون معهم وسوف نستمر في ذلك. نشاطات دعم الأسطول هنا لديها قوات بحرية مشتركة بالترتيب مع دول أخرى، لذلك اعتقد أنه ومن عدة جوانب ان البحرين بالفعل مركز بحري لقدر كبير من الأعمال العسكرية من خلال التعاون العسكري بين البحرين والولايات المتحدة وكذلك المملكة المتحدة، وغيرهم من شركاء التحالف، والبحرين من الحلفاء الرئيسيين خارج حلف الناتو منذ 2002. وهي عضو مهم في القوات البحرية المشتركة للتحالف. لذلك فإن كل هذه الأعمال تشير إلى أهمية البحرين في المساهمة كشريك في نشاطاتنا البحرية لضمان أمن واستقرار الخليج.
] سأنتقل معك الى الشأن السياسي.. مرت البحرين بأزمة سياسية خلال العام 2011، وقد خرجت منها باتجاه المزيد من الاصلاحات، ولطالما كانت الولايات المتحدة من الدول التي تدعم بقوة هذه الاصلاحات.. كيف تجد اليوم ما تحقق حتى الآن؟
- إننا نعتقد - وأنا بشكل شخصي اعتقد - ان جلالة الملك حمد يستحق كل التقدير على قيادة جهود الإصلاح في البحرين. ليس فقط في السنوات الأخيرة التي تلت الازمة، بل على مدى السنوات الخمسة عشرة الماضية. بدايةً من ميثاق العمل الوطني في 2002، والاستمرار عبر السنوات الماضية وتوجيهاته وتصديقه على توصيات اللجنة المستقلة، ودعمه للحوار الوطني خلال الاعوام 2013 - 2014. نحن نعتقد أنه قد تم تحقيق الكثير من التقدم لاسيما بشكل خاص حيال إنشاء الهيئات الرقابية مثل الامانة العامة للتظلمات، وحدة التحقيقات الخاصة، (وزارة الداخلية) وحماية حقوق السجناء، وكذلك انتخاب البرلمان الجديد. في نوفمبر 2014، أعتقد أن هناك فرصة للمزيد من العمل، مازال هناك أشياء ينبغي المضي فيها قدماً في البحرين لاسيما في سياق جهود الحوار والمصالحة وحماية وتعزيز حقوق الإنسان، هذا امر لا ينحصر في البحرين، بل في كل مجتمع في العالم دائماً هناك عملية تقدم مستمرة، والبحرين تستحق إشادة كبيرة على الأعمال التي قامت بها، والمؤسسات ذات الرؤية العامة التي تم إقامتها. ونحن دائماً على استعداد للعمل مع البحرين من اجل تعزيز الجهود، بالتأكيد سنعمل دوماً مع البحرين، ومع شعب البحرين. عندما نكون مدعوين للعمل معهم. ولكن تم بالفعل تحقيق الكثير من العمل. ونتطلع إلى التعاون مع الحكومة والشعب في البحرين في طريق الإصلاح والحوار إذا طلب منا القيام بذلك.
] كان هناك انطباع ساد خلال السنوات القليلة الماضية ان الولايات المتحدة لا تقف على مسافة معتدلة من المشهد السياسي في البحرين، بل اتهمت الولايات المتحدة في بعض المواقف بـ «الانحياز» للمعارضة، في ذات السياق، لا زالت تخرج انتقادات امريكية ازاء محاكمة اشخاص سجنوا وفق القانون ويحاكموا بشكل علني ويحصلوا على حقهم بمحاكمة عادلة.. ما هي وجهة النظر الامريكية - كصديق قوي للبحرين - ازاء المشهد السياسي اليوم؟
- بشأن الشق الاول من سؤالك، دعيني أضع بعض النقاط، الولايات المتحدة لديها شراكة قوية وقديمة ومستمرة مع حكومة البحرين وفي مختلف المجالات، ولو كنا سننحاز كنا سننحاز - مع التحفظ على كلمة «انحياز» - لصالح تلك الشراكة الثنائية القوية ذات التاريخ الطويل من التعاون، لكن في الحقيقة في سياق حرية التعبير فإن الولايات المتحدة تحمل وجهة النظر بأن الأفراد الذين يبدون وجهة نظرهم سلمياً - حتى إذا انتقدوا الحكومة او أبدوا وجهات نظر بعيدة عن رؤية الحكومة - لا نعتقد أن مثل هؤلاء - في أي مكان في العالم يجب ان يسجنوا بسبب ذلك، وقد ابدينا وجهة النظر هذه في اماكن اخرى من العالم، أما بشأن حقوق الإنسان، فإننا نعتقد بشدة أن حماية ودعم حقوق الإنسان لا تتعارض مع دعم الاستقرار والأمن لأي دولة. نعتقد أنهما يسيران معاً. إذا دعمت حقوق الإنسان، وأسرعت في الحوار والمصالحة. فإن ذلك في الواقع يدعم الأمن والاستقرار في البلد. لذلك، فعندما أبدينا ملاحظات واقتراحات مثل هذه، فإننا في الحقيقة قمنا بذلك في هذا السياق. ونحن نريد الأفضل للبحرين. أما بالنسبة للشق الثاني فوجهة نظرنا - كاصدقاء - هي ان ابواب الحوار يجب أن تظل مفتوحة. وهذه نظرة بناءة لمعالجة الأمور. نحن نعتقد أن انتخاب البرلمان كانت خطوة مهمة، وقد دعونا الجميع بقوة للمشاركة فيها. ولكننا نعتقد أنه حتى الآن وبعد الانتخابات، ينبغي أن تستمر جهود الحوار. وقد أبدينا هذه المقترحات، لكن بالنهاية يجب ان ندرك حقيقة واحدة وهي مستقبل البحرين يصنعه أهل البحرين - حكومة ومجتمعاً - واذا طلب منا - كاصدقاء - تقديم المقترحات فسوف نكون سعداء للقيام بذلك، لكن بلا شك ان الحلول لقضايا البحرين او اي تحديات تواجه البحرين فستأتي من البحرين، ومن أهل البحرين، من خلال حوار موسع بين أهالي البحرين. من أجل تحديد طريق مستقبل أفضل، مستقبل يتصف بالشمول والتعددية والتسامح. إذا استطعنا تقديم اقتراح هنا أو هناك، او دعينا إلى فعل ذلك، فإننا سنفعل ذلك بالتأكيد.
] سأنتقل معك إلى الملف العراقي، كان هناك حديث لقادة عسكريين امريكيين ان «داعش» ستتلقى ضربات قوية في العراق هذا العام، وكذلك تأكيدات حول ارسال قوات عسكرية امريكية الى العراق.. ما الذي يجعل الولايات المتحدة متأكدة من حسم الوضع بالنسبة لداعش في ساحة عراقية لا تبدو فيها «داعش» وحدها المشكلة؟
- بدايةً، أود ألا أحدد التحديات التي تواجهها العراق والمنطقة، اعتقد اننا احرزنا تقدماً عسكرياً مهماً خلال السبعة أشهر الأخيرة في العراق ضد داعش، وقد فقدت داعش حوالي 40% من المنطقة التي كانت تسيطر عليها منذ مايو الماضي، حين كانوا يسيطرون على الرمادي. وقد ضربنا «داعش» بقوة من الجو لأكثر من 9000 ضربة جوية. دمرنا الكثير من المعدات وهاجمنا وقتلنا عدداً كبيراً من قادتهم. وعملنا مع حلفائنا في التحالف الدولي الموسع، ومع شركائنا الإقليميين، من أجل تحقيق سيطرة أكبر على المناطق الحدودية، - الحدود بين العراق وسوريا والحدود بين تركيا وسوريا - بحيث استطعنا ضرب قدراتهم في التحكم والسيطرة بين العراق وسوريا. وقمنا بمهاجمة المنشآت النفطية التي يعتمدون عليها للحصول على التمويل. بالإضافة إلى الجهود الأخرى للقضاء على تمويل الإرهاب. بالإضافة إلى العمل على مواجهة أفكارهم بجهود على المستوى الفكري. وعملنا بجد على التصدي لجهودهم التي كانوا يقومون بها فكرياً لتجنيد الأفراد. فقد حققنا تقدماً كبيراً. وأنا أتفق مع تقديرات القادة العسكريين، بأن 2016 ستشهد المزيد من التقدم الكبير في العراق على الجانب العسكري. وأعتقد أننا نحقق تقدماً ملموساً في حملتنا في سوريا، ولكن التقدم الكبير الذي أشرت إليه، وأتفق معك فيه، كان في العراق. في الأشهر الماضية، وسوف يستمر في السنة القادمة.
] ماذا عن التنسيق مع الحكومة العراقية لاسيما بعد تصريحات ادلى بها وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري - هنا في البحرين - نفى فيها اي وجود لقوات اجنبية تقاتل «داعش» في العراق.. هل تواجهون مشكلة - غير معلنة - مع الجانب العراقي؟
- لا، اعتقد أننا نتعاون جيداً مع حكومة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، نحن مرتبطون بحملة واسعة مع تحالف دولي واسع. ووجودنا هناك بموافقة الحكومة العراقية، معظم عملياتنا جوية، لكننا لا نقوم بشيء هناك دون موافقة الحكومة العراقية ومشاركتهم الكاملة في التخطيط والتنفيذ. ونحن نقوم كذلك بتدريب وتسليح القوات العراقية. قمنا بتدريب وتسليح 20 - 24 ألف فرد من القوات العراقية. من الشرطة وقوات القبائل في المناطق السنية للمساعدة في الحملة العسكرية. والمساعدة كذلك في حفظ تلك المناطق بعد استعادتها من «داعش» بواسطة القوات الأمنية العراقية. لذلك نحن نعمل مع الحكومة العراقية بشكل وثيق.] دعني أطرح هذا التساؤل من واقع ما يدور حيال المشهد العراقي.. كيف يمكن مساعدة الحكومة العراقية في حربها ضد «داعش» وبسط الامن على الجميع وهي تبارك سلاح ميلشيات تشكلت وفق فتوى طائفية؟
- نحن نتعامل مع الحكومة العراقية ومع القوات العسكرية التابعة - تحت إمرة وسيطرة - الحكومة العراقية.. ولا نعمل مع قوات أخرى.
] هذا يعني انكم لا تعترفون بما يعرف بـ «الحشد الشعبي»؟
- نحن لا نعمل معهم. نحن نعمل مع القوات العسكرية الرسمية تحت سلطة رئيس الوزراء العبادي، القوات المسلحة والشرطة هؤلاء من نتعاون معه، ونقوم بتدريب وتسليح وحدات أساساً في مناطق سنية. والتي ستكون قادرة على المساعدة في جهود استعادة المناطق من «داعش» وحمايتها بحيث لا تتمكن «داعش» من السيطرة عليها مجددا.
] لكن، كيف يمكن للسني العراقي ان يكون شريكاً في طرد «داعش» وهو مهدد بالابادة والتهجير على يد ميلشيات الحشد الشعبي، وهناك تقارير تحدثت عن ارتكاب هذه الميلشيات لجرائم حرب في مناطق سنية؟ أليس القضاء على «داعش» يتطلب قطع الطريق على خلق بيئة حاضنة لها؟
- بشأن عمليات القتل سواء التي تمت على يد «داعش» او على يد الميلشيات الشعبية من الجانب الشيعي فنحن ندين بشدة اي عمليات قتل وتطهير، اليوم جهودنا مركزة على تقوية عناصر القبائل السنية. وعلى تقوية القوات المسلحة العراقية. التي تمثل جزءاً من المؤسسات الرسمية لدولة العراق. وتتبع رئيس الوزراء، والحكومة المنتخبة للعراق. نعم اتفق معك أنها حالة ملتبسة في العراق. وليست السيناريو المثالي. هناك حوادث مؤسفة وقعت. وهذا ما رأيته في الصحف. وقد أدنا هذه الحوادث. وسوف نستمر في إدانتها. لكن مفتاح المستقبل للعراق في الانتصار على «داعش» هو دعم وزيادة دمج السنة في القوات الأمنية العراقية والعملية السياسية في العراق. بحيث تكون دولة شاملة لجميع أهل العراق من السنة والشيعة والاكراد، والطريقة الوحيدة لفعل ذلك هي القيام بذلك خطوة خطوة. ولكن الخطوة الأولى والأهم هي هزيمة «داعش» وبعدها ينبغي القيام بأشياء أخرى. وهذه ستكون عملية طويلة.
] سأنتقل معك الى الملف السوري، لطالما اكدت الولايات المتحدة على موقفها (ان لا مكان لبقاء الاسد في السلطة)، لكن واقعياً تركتم لروسيا - حليفة الاسد - ان تدير وتضع الشروط ازاء الملف السوري وقتل ما لم تصل اليه يد قوات الاسد.. ما تعليقكم؟
- أولاً، نحن ندعم بقوة العملية التي قدمتها الأمم المتحدة. والتي طرحها مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي مستورا ونرحب بحضور المعارضة وغيرها في اللجنة العليا للمفاوضات إلى جنيف. نعتقد أن طريق التقدم في سوريا يتضمن عملية تفاوض مع وقف لإطلاق النار. وتطبيق كامل لقرار مجلس الأمن (2254) والسماح بمرور المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة، كل ذلك للمساهمة في إنهاء معاناة الشعب السوري. أتفق مع ما ذكرتيه، اننا نعتقد أن الأسد يجب أن يرحل، وموقفنا لم يتغير، ويجب أن يكون هناك تحول سياسي. وبالتالي نحتاج إلى دبلوماسية مؤثرة. للوصول إلى هذا التحول السياسي. وإنهاء الحرب الأهلية. بشأن مشاركة روسيا في الضربات الجوية. لقد اوضحنا موقفنا من العمليات الجوية التي تقوم بها روسيا، أن 80% من عملياتهم لا تستهدف «داعش» كما أن روسيا والنظام السوري معاً قد قاما بضرب المدنيين ومنشآت مدنية. وقد أوضحنا أن هذه الاعمال يجب ان تتوقف، في المقابل لقد اوضح الروس موقفهم بطريقة دبلوماسية اذ يعتقدون بوجوب حدوث تحول سياسي في سوريا، لذلك ورغم ان جهودنا العسكرية والدبلوماسية غير متطابقة تماماً مع الروس، إلا ان هناك أرضية مشتركة كبيرة على الجانب الدبلوماسي، نحن نعمل مع روسيا، ومع غيرها من الدول الداعمة لسوريا والأمم المتحدة، في مساعي لتحديد حل دبلوماسي للحرب. وهذا ليس سهلاً، بلا شك ان الوضع معقد تماماً عسكرياً وإنسانياً. ولكننا نعتقد أن هناك أرضية مشتركة يمكن أن نعمل على أساسها مع روسيا ومع أعضاء المجموعة الدولية لدعم سوريا (ISSG) والأمم المتحدة.
] ماذا عن الدور التركي؟ وهل هناك خطط امريكية لاقامة قاعدة عسكرية جوية في (الحسكة) شمال شرق سوريا؟
- تركيا شريك وحليف مهم للولايات المتحدة، وعضو في الناتو. وهي تلعب دوراً مهماً في سوريا. ونحن نعمل مع تركيا أيضا في محاولة لتنسيق الجهود الدبلوماسية من أجل إنهاء الحرب وزيادة المساعدات الإنسانية، والوصول إلى التحول السياسي الذي تحتاجه سوريا. لكن ليس لدينا خطط لقاعدة عسكرية في الحسكة. هذا ليس في خططنا.
] دائماً تركزون بقوة على القضاء على «داعش» في العراق.. ماذا عن سوريا؟ وماذا عن ارسال قوات الى سوريا؟
- لقد سمح الرئيس باراك اوباما لبعض من عناصر القوات الخاصة في سوريا. ونحن نعمل عن قرب مع شركائنا، وهذا تحالف عالمي واسع. لقد كان وزير الدفاع اشتون كارتر في المنطقة مؤخراً، وقد طلب من جميع الدول المتحالفة معنا زيادة جهودها في العراق، وكذلك في سوريا. بما في ذلك المساهمة التي تشيرين إليها. سواء كانت زيادة القوات الجوية، البحث عن طرق لاستخدام القوات الخاصة، وغير ذلك من العمليات العسكرية. لذلك، أعتقد أن الولايات المتحدة ترفع من درجة عملياتها في سوريا، كما في العراق. ونحن نشجع شركاءنا الدوليين على القيام بالأمر نفسه. ونظراً لصعوبة وتعقيد الموقف، أعتقد أن هذا ضروري.
] حمل اجتماع الرياض الذي حضره وزير الخارجية جون كيري تطمينات امريكية حول ايران وملفها النووي، لكن واقعياً المشكلة مع ايران ليست فقط برنامج نووي، ايران تواصل دعمها للارهاب وتسليح ميلشيات متطرفة، وتتدخل بجوارها، وتأجيج المنطقة طائفيا.. السؤال ماذا بعد رفع العقوبات؟ هل عالجتم النووي وتركتم الارهاب؟
- لقد أوضحنا منذ البداية أن المفاوضات حول الملف النووي كانت محدودة بذلك الملف فقط. وكانت الفكرة أنه إذا حاولت أن تفعل كل شيء، فلن تصل إلى شيء، وستكون المفاوضات معقدة جداً. فكانت خطة العمل المشتركة المتفق عليها هي التركيز على الملف النووي، لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي. ونحن لا نزال نركز جيداً على التنفيذ الكامل لهذا الاتفاق. وأن تفي إيران بالتزاماتها. وقد سررنا بقيام إيران بتنفيذ خطوات حيوية ضمن الاتفاق مثل تدمير مفاعلات الطرد المركزي. وهدم أربعة من المفاعلات لتخصيب «البلوتونيوم» وغيرها، نعم أتفق معك في ما ذكرتيه عن نشاطات أخرى لإيران. وكما اكد الرئيس اوباما فاننا لا زلنا نركز على هذه النشاطات، وقد عملنا بقوة منذ مؤتمر (كامب ديفيد) في مايو مع شركائنا في مجلس التعاون الخليجي للتأكد من أن لديهم كل ما يحتاجون إليه للدفاع عن أنفسهم ضد تلك الأعمال. سواء كانت دعم الإرهاب، دعم أعمال إثارة القلاقل بالوكالة، وكذلك دعم الجهود ضد برامج إيران للصواريخ البالستية. وهذه الجهود سوف تستمر ولكن بصورة أهم على مدى مجلس التعاون الخليجي وضمن ملفات هامة وهي الأمن البحري، مكافحة الإرهاب، حماية البنية التحتية الحيوية، التأكد من حصول القوات المسلحة لشركائنا على التسليح المناسب الذي يحتاجونه. للدفاع عن أمنهم. هذه الجهود سوف تستمر. وسنظل نركز على جوانب التهديدات الإقليمية من جانب إيران. وسنبقى نقف الى جانب حلفائنا وندافع عنهم ضد أي تهديد خارجي. لذلك، نعم فإن اجتماع الرياض الذي أشرت إليه، كان إلى درجة ما لطمأنة حلفائنا، وسوف نستمر في هذه الجهود.
] دائماً هناك تأكيدات امريكية ان الولايات المتحدة ستدافع عن حلفائها بوجه اي تهديد، لكن في ذات الوقت ظهرت صور بحارة امريكان بشكل جداً مهين وايران تحتجزهم.. هل اصبح إبحاركم في المنطقة تحت رحمه ايران؟ وهل باتت حرية الملاحة رهينة للرسائل الايرانية؟
- لا، الولايات المتحدة هي الضامن لحرية الملاحة وتدفق النفط في الخليج العربي وعبر مضيق هرمز، بالتعاون طبعاً مع شركائها الرئيسيين مثل البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي. وغيرهم من القوات البحرية. هنا أكبر قاعدة قيادة ودعم وإمداد في المنطقة كلها. وهي تقوم بعمليات هائلة، بالإضافة إلى أن لدينا حاملات الطائرات في الخليج. فالإجابة على سؤالك هي طبعاً لا. إيران ليست هي الضامن لحرية الملاحة. بل الولايات المتحدة بالتعاون مع حلفائها هي الضامن لذلك. اما بشأن صور البحارة الامريكيين بالتأكيد نحن سعداء بإطلاق أفراد بحريتنا عبر التدخل الدبلوماسي الذي نجح في إطلاق سراحهم بسرعة. بالطبع ان هذه الصورة التي أشرت إليها غير مقبولة ولم تكن مبررة. والإجراءات التي تم اتخاذها لم تكن مبررة - وفق القانون البحري الدولي والأعراف - وقد أوضحنا ذلك للإيرانيين. ولدينا حوار دبلوماسي نشط مع إيران، ونحن نستخدمه لنأخذهم بعيداً عن العمل والتصرف الذي نرفضه في المنطقة. وسوف نستمر في ذلك. بلا شك ان الانفراج في الاتفاق النووي، كان تقدماً دبلوماسياً مهماً، ولكنه كان محدوداً. لكن القضايا الأخرى تظل تثير القلق. وسوف نستخدم الموارد الأمريكية الدبلوماسية والعسكرية لمواجهة تلك النشاطات الإيرانية.
] هناك دول ذهبت للبحث عن فرص تجارية مع ايران - مثل ايطاليا - ما بعد رفع العقوبات.. ماذا عن الولايات المتحدة؟
- العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة وغيرها ضد إيران، كانت متعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، وقد تم رفعها لذلك بالنسبة للدول الأخرى يمكنهم البحث عن مصالحهم التجارية حسبما يرونه مناسبا. بناء على قوانينهم الخاصة. لكن بالنسبة للولايات المتحدة فلا زال لدينا مقاطعة مع ايران، وهذه ستبقى على حالها، فيما عدا استثناءات قليلة ومحدودة، فالشركات الأمريكية ورجال الأعمال والمواطنين الأمريكيين سيظلون ممنوعين من عقد صفقات من إيران، نعم هناك بعض الاستثناءات، لكنها محدودة جداً. اعتقد ان ايران سوف تستطيع تصدير مواد مثل (السجاد والفستق) وما شابه، لكن الأعمال التجارية والصفقات الكبيرة، فلن يسمح بها للولايات المتحدة. وهذا قرار سياسي. ولا نعتقد أنه الوقت المناسب لمثل هذه العلاقات.
] ماذا عن تمويل ايران للارهاب عبر وكلائها في دول اخرى وذلك باستخدام الاموال التي ستحصل عليها من رفع العقوبات اذا اخذنا بعين الاعتبار ان الولايات المتحدة قادت ولا زالت تقود جهود دولية لمكافحة تمويل الارهاب؟
- نعم لدينا مخاوف كثيرة من دعم إيران للإرهاب وإثارة القلاقل. لقد كنا ولا زلنا لدينا حسابات صعبة اتجاه ايران، فلو حصلت ايران على سلاح نووي فسيكون من الأصعب مواجهة عملياتهم في مساندة إثارة القلاقل وزعزعة الاستقرار أو دعم الإرهاب. لذا، فإن الرأي كان الدخول في مفاوضات دبلوماسية صعبة لكنها كانت ضرورية. ومحاولة الوصول إلى اتفاق حول الأسلحة النووية، وبعد ذلك يمكنك التعامل مع تلك القضايا الأخرى. نعم ستحصل إيران على قدر من المال من رفع العقوبات. ولكننا سنعمل مع شركائنا لمواجهة جهودهم في دعم الإرهاب أو مساندة وكلائهم. الكثير مما يقومون به لا يحتاج إلى قدر كبير من المال. وهم يقومون به بالفعل. نعم سيحصلون على قدر كبير من المال من رفع العقوبات. ولكننا سنعمل مع شركائنا وغيرهم على مواجهة ذلك. ومتابعة عمليات التمويل. ولكن حساباتنا كانت أنه إذا استطاعت إيران الحصول على سلاح نووي، فإن تلك القضايا كانت ستصبح أكثر صعوبة في التعامل معها.
] ماذا عن التحالفات القائمة اليوم في المنطقة؟ تحالف تقودنه ضد ارهاب «داعش» وتحالف تقوده السعودية ضد ارهاب الحوثيين وتمردهم على الشرعية، وكذلك تحالف عربي - اسلامي ضد الارهاب تقوده ايضا السعودية؟
- بالتأكيد نحن نرحب بجميع الجهود التي يقوم بها الشركاء لمواجهة «داعش» ونحن نظن أنها جهود مهمة. ونحن نعمل مع السعودية ومع سائر أعضاء التحالف لتحقيق النجاح. ولا نعتقد ان هناك حالة منافسة مع التحالف الذي نقوده ضد «داعش» في العراق وسوريا، بل يمثل دعماً متبادلاً. بلا شك نحن ندعم التحالف الذي تقوده السعودية ضد الارهاب ونرى فيه مبادرة جيدة، وسوف نعمل مع السعودية ومع سائر أعضاء هذا التحالف لمساعدته على أن يكون فعالاً بأقصى درجة ممكنة. من أجل مواجهة «داعش».
] بتقديركم.. هل تعكس قيام هذه التحالفات حالة من التخلص من الاعتماد بشكل اساسي على الحليف الغربي بحماية امن ومقدرات المنطقة؟ هل هذا نتاج لتغير شامل في دوركم في المنطقة؟
- بداية، المشاركة الأكثر نشاطاً من دول المنطقة (السعودية والبحرين والإمارات) في الدفاع عن منطقتهم فالولايات المتحدة تدعم هذه الجهود. بالمعنى الواسع هذه مسألة عملنا مع دول الخليج عليها لعقود. وهي هيكلة الأمن الإقليمي لدول مجلس التعاون الخليجي. فبطريقة أو بأخرى نحن نرى أن هذه ثمرة جهود استمرت لعقود. إنني لا زلت أعتقد أن الولايات المتحدة ملتزمة تماماً بأمن شركائنا وملتزمة بأمن واستقرار المنطقة وبحرية تدفق الملاحة والتجارة والنفط عبر الممرات البحرية الحيوية. مثل مضيق هرمز وباب المندب. وسوف نقوم بما يلزم لحماية هذه المصالح الإقليمية والدفاع عنها. وكذلك مصالح شركائنا. سنقوم بما يلزم عسكرياً ودبلوماسياً. لضمان حماية هذه المصالح.المصدر: صحيفة الايام
بتاريخ: 7 فبراير 2016