ينطلق مهرجان برلين السينمائي في دورته السابعة والستين اليوم الخميس (9 فبراير/ شباط 2017) مع عرض عالمي أول لفيلم "دجانغو" الذي يروي سيرة أسطورة الجاز الغجري دجانغو رينهارت واضطهاد عائلته من قبل النازيين خلال الحرب العالمية الثانية، في حدث يخيم عليه ظل الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وتزخر دورة هذا العام بسير الفنانين، فيما يتنافس 18 فيلماً لنيل جائزة الدب الذهبي التي ستسلم في 18 فبراير الجاري من جانب لجنة يرأسها الهولندي بول فيرهونين مخرج "روبوكوب" و "باسيك إنستينكت" و"إيل".
طيف الرئيس الأميركي الجديد ترامب حاضر في الدورة الحالية للمهرجان الألماني، مع إبداء لجنة التحكيم لهذا الملتقى السينمائي العريق روح تحد والتزام أمس قبيل انطلاق الحدث.
فقد أكدت الممثلة الأميركية ماغي غيلنهال خلال مؤتمر صحافي لأعضاء اللجنة "كوني أميركية في مهرجان دولي أمر مذهل. أريد أن يعلم الجميع أن ثمة كثيرين في بلدي مستعدون للمقاومة"، في إشارة إلى الوضع السياسي الحالي في الولايات المتحدة.
أما المكسيكي دييغو لونا الذي يظهر في الجزء الأخير من سلسلة افلام "ستار وورز" (روغ وان) فقد اختار التعليق بطريقة فكاهية متطرقاً إلى الجدار الحدودي الذي يسعى الرئيس الاميركي إلى إقامته بين المكسيك والولايات المتحدة.
وقال "سأحقق في طريقة هدم الجدران، ثمة خبراء كثيرون (في هذا المجال في برلين) وأريد العودة إلى المكسيك مع معلومات"، مضيفاً "الأمر الإيجابي الوحيد هو أنه يجب أن يصدر رد فعل (على مشروع دونالد ترامب) واريد المشاركة في ذلك".
وتابع الممثل الذي يعتبر أحد النجوم الصاعدين في هوليوود "لسنا هنا لتوجيه رسالة بل للاستماع إلى الاصوات المختلفة والاحتفاء بها".
وكرر السينمائي الهولندي بول فيرهونن من ناحيته رغبته في "رؤية أفلام مختلفة مثيرة للجدل" وحصول "نقاشات محتدمة" في داخل اللجنة التي تضم ايضاً الفنان الايسلندي اولافور الياسون والمخرج الصيني وانغ كوانان والمنتجة التونسية درة بوشوشة والممثلة الالمانية يوليا يينتش.
وتشكل الافلام التي تتناول سير حياة محور دورة العام 2017 من المهرجان ولاسيما حياة فنانين. ففي الافتتاح مساء اليوم يعرض فيلم "دجانغو" في عرض عالمي أول. ويروي الفيلم الأول للفرنسي إيتيان كومار حياة اسطورة الجاز الغجري دجانغو رينهارت وتفاصيل كثيرة لا يعرفها الرأي العام بشأن الاضطهاد الذي تعرضت له عائلته على يد النازيين.
وقال ايتيان كومار لوكالة "فرانس برس" قبل إطلاق الفيلم أن العمل يتناول قصة شخصية "اعمته موسيقاه فلم يعد ير التغييرات في العالم قبل أن يقع ضحية الحرب".
اللاجئون هذه السنة أيضا
وعلى مدى 11 يوماً، سيعرض نحو 400 فيلم من سبعين بلداً في إطار هذا المهرجان وهو الأكبر في أوروبا والوحيد المتاح امام العامة. وجريا على عادته، يعرض مهرجان برلين السينمائي هذا العام أيضاً افلام مؤلفين وانتاجات أميركية ضخمة.
ويقدم بالتالي فيلم "لوغان" ثالث اجزاء مغامرات البطل الخارق وولفيرين مع هيو جاكمان في عرض اول.
وسيتاح أيضا لجمهور المهرجان مشاهدة فيلم "تي 2 تراينسبوتينغ" للبريطاني داني بويل، وهو تتمة الفيلم الشهير في التسعينات بعد عقدين على عرضه.
وفي مواجهة هذه الاسماء الكبيرة في عالم السينما، يقدم سينمائيون مشهود لموهبتهم مثل البولندية اغنيشكا هولاند (اوروبا اوروبا) وهي إحدى المخرجات الاربع المشاركات في المنافسة، والروماني كالين بيتر نيتسر الحائز جائزة الدب الذهبي في العام 2013، اعمالهم الجديدة في المهرجان.
ومن بين نجوم المهرجان أيضا هذا العام ريتشارد غير ولورا ليني وريبيكا هال وكلوي سيفينيي في فيلم التشويق "ذي دينر" الذي يتناول قصة عائلتين يربطهما سر رهيب.
وسيدافع الممثل الاميركي ريتشارد غير عن قضية التيبت على هامش مشاركته في المهرجان وستستقبله المستشارة الالمانية انجيلا ميركل التي استقبلت العام الماضي جورج كلوني وبحثت معه في موضوع اللاجئين إلى أوروبا.
وفاز بجائزة الدب الذهبي العام الماضي فيلم "فوكوماري" الإيطالي الذي يتناول أزمة المهاجرين.
وسيكون هذا الموضوع حاضراً هذه السنة أيضا. ومن الافلام المرشحة للفوز في إطار المسابقة الرسمية فيلم "الجانب الاخر للأمل" للفنلندي اكي كوريسماكي وهو يروي حياة لاجئ سوري في هلسنكي.
وأعد المهرجان كما في العام الماضي تحركات تضامن مع عشرات آلاف طالبي اللجوء الذين وصلوا إلى برلين منذ العام 2015 مع عروض افلام مخصصة للاجئين وجمع المال ومشاغل تثقيفية.