فاز فيلم "آخر الرجال في حلب" الذي يوثق جهود متطوعي "الخوذ البيضاء" في سورية، بجائزة الأفلام الوثائقية الأجنبية في مهرجان "ساندانس" الأميركي للسينما المستقلة الذي اختتم أمس السبت (28 يناير/ كانون الثاني 2017).
ويروي هذا الفيلم كفاح ثلاثة رجال من متطوعي الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" أصبحوا أبطالاً رغما عنهم في النزاع المدمر الذي يعيشه بلدهم منذ سنوات، وحصل على جائزة فئة الأفلام الوثائقية الأجنبية للدورة الثالثة والثلاثين من المهرجان.
وهذا الفيلم هو ثمرة تعاون بين المخرج السوري فراس فياض ونظيره الدنماركي ستين يوهانسن ومركز حلب الإعلامي.
وإضافة إلى هذا الفيلم، كان الشأن السوري حاضراً بقوة في دورة هذا العام من المهرجان، مع افلام مثل "سيتي أوف غوستس" (مدينة الأشباح) الذي يروي قصة نشطاء في شبكة "الرقة تذبح بصمت" يخاطرون بحياتهم لتوثيق فظاعات تنظيم "داعش"، و "كرايز فروم سيريا" (صرخات استغاثة من سورية) للمنتج والمخرج الأميركي يفغيني أفينفسكي عن الحركات الاحتجاجية المطالبة بإسقاط الرئيس بشار الأسد التي انطلقت في أعقاب موجة ما يعرف بالربيع العربي.
ومع أن منظمي "ساندانس" ارادوا الابتعاد عن السياسة، إلا أن برنامجه هذا العام الذي ضم 120 فيلماً كان الأكثر التصاقا بالسياسة منذ انطلاقته قبل 32 عاماً.
وكذلك حضرت السياسة في حفل توزيع الجوائز، مع انتقاد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب منع مواطني سبع دول مسلمة من دخول الولايات المتحدة.
ويشكل مهرجان "ساندانس" منصة لصانعي الافلام المستقلة، وكثير من الأفلام التي كرمها احتلت مواقع مهمة في جوائز أوسكار فيما بعد، مثل "مانشستر باي ذي سي" العام الماضي.
ويحتفي مهرجان سانداس الذي أطلق سنة 1985 للجم هيمنة الاستوديوهات الهوليوودية على هذا القطاع، بالمواهب الجديدة ويسلط الضوء على سينمائيين يعملون خارج مجموعات السينما الرئيسية.