تنطلق قريبا عروض مسرحية "قفص"، التي كانت قد صدرت كتابا في العام 2014 عن "دار نوفل" (هاشيت أنطوان). المسرحية من تأليف جمانة حداد، إعداد لينا أبيض وإخراجها، وإنتاج نور معتوق، وستعرض اعتبارا من 4 سبتمبر/ أيلول المقبل وحتى 31 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، مساء كل أحد واثنين، على خشبة مسرح "مترو المدينة"- الحمرا، في العاصمة اللبنانية بيروت.
تدور الحكاية في عيادة طبيب نسائي، حيث تجتمع خمس نساء يفضفضن بحرية وفجاجة و"وقاحة"، ويتشاركن قصصهنّ الحميمة مع شخصية الطبيب، الحاضرة/ الغائبة، حتى تصبح هذه الشخصية إناء لأوجاعهنّ، ولكن أيضا لنكاتهن وسخريتهن السوداء.
وسيشتمع المشاهد في هذا العرض المسرحي تارة لصرخات (لمى) العزباء، أو "العانس"، كما يصنّفها المجتمع، وطورا غضب (زينة) "المنقبة" التي أجبرت منذ سن الحادية عشرة على العيش في "تابوت" كما تقول، ونصغي أيضاً إلى اعترافات (هبة) "المومس"، و(يارا) "المثلية"، و(عبير) "السمينة".
بطلات "قفص" الخمس، هنّ ضحايا الخبث والجهل والجبن والمعايير المزدوجة التي تنخر الكثيرين والكثيرات من أبناء مجتمعاتنا.
وتلعب البطولة في هذا العمل المسرحي نخبة من الممثلات والممثلين من لبنان والعالم العربي، هنّ: رندة كعدي، مارسيل ابو شقرا، دارين شمس الدين، ديما الأنصاري وميرا صيداوي.
إلى ذلك، قالت مخرجة العمل لينا أبيض في لقاء مع صحيفة "النهار" اللبنانية أن الصعوبات التي واجهتِها مع هذه المسرحية كانت في إعداد النص، وتحديداً في مسألة اللغة، قائلة: هذا النص يسمّي الأمور بأسمائها، ونحن في لبنان لسنا معتادين أن نسمع امرأة تخبر عن واقعها بألفاظها الصحيحة. وهنا أميّز بين الألفاظ الفظّة وبين الألفاظ الصحيحة البعيدة عن اللف والدوران. صعوبة النص لم تقتصر على الألفاظ، بل ذهبت إلى الحقائق التي تكشفها المسرحية بقسوةٍ ووضوح وجرأة. كل ما يُقال في المسرحية، الجميع يفكّر به ولكن لا أحد يجرؤ على قوله".
وتمنت أبيض أن تثور المسرحية على نظرة المجتمع إلى المرأة، مشيرة إلى أنه المسرحية هدفها تحريك المجتمع للتخلي عن المسلمات الاجتماعية التي تجعل المرأة تعيش في قفص.
يذكر أن جمانة حداد شاعرة وكاتبة لبنانية حازت جوائز عربية وعالمية عدّة، فضلاً عن كونها صحافية ومترجمة وأستاذة جامعية. تشغل منصب المسئولة عن الصفحة الثقافية في صحيفة "النهار"، وتعلّم الكتابة الإبداعية في الجامعة اللبنانية - الأميركية في بيروت. وهي ناشطة في مجال حقوق المرأة. من أبرز أعمالها: "عودة ليليت"، "سيجيء الموت وستكون له عيناك"، "هكذا قتلتُ شهرزاد" و"سوبرمان عربي".
أحب كتابات هذه الكاتبة الجريئة.