يجلس بوكيمون باكياً في حي دمره قصف الطيران، وآخر على مقربة من مقاتلين، هكذا يحاول فنانون ومواطنون سوريون الاستفادة من حمى لعبة البوكيمون التي تضرب العالم ليلفتوا النظر الى معاناتهم المستمرة منذ سنوات.
فإضافة الى الفنانين الذين قرروا استخدام الشهرة العالمية للمخلوقات اهمية التي يلاحقها ملايين الناس بأجهزتهم المحمولة عبر العالم، رفع اطفال سوريون في مناطق أتى عليها العنف المستمر منذ سنوات، لافتات تدعو العالم الى انقاذهم من الجحيم الذي يحاصرهم.
ورسم المصمم الغرافيكي السوري الشاب سيف الدين طحان المقيم حالياً في الدنمارك صوراً لهاتف ذكي لا تظهر على شاشته كائنات البوكيمون، بل دمية على شكل دب قرب جثة، او كتاب في صف مدرسة دمرها القصف، او طوق نجاة قرب مركب لاجئين في عرض البحر.
وكتب على صفحته على موقع فيسبوك آملا ان تصل "الرسالة التي تحملها التصاميم الى كل العالم" وان "يبقى السوري بخير في كل مكان وزمان".
واليوم (الجمعة)، نشر الفنان والمصور خالد عقيل على مدونته على الانترنت صورا صحافية معدلة تظهر فيها شخصيات اللعبة في حي دمره القصف، او على دبابات لتنظيم الدولة الاسلامية، او على سيارات محترقة.
وقال عقيل لوكالة فرانس برس "هدفي من هذا المشروع البسيط تسليط الضوء على ما يحدث في سوريا خاصة وانه للأسف بعد خمس سنين، أصبحت آلة الموت السورية خبراً عادياً نتصفحه يومياً".
واضاف "نحن بالفعل نعيش في عالم افتراضي، الجميع مشغول بحياته وبما تقدمه التكنولوجيا لنا في حين هناك مآس تعم الارض من افريقيا حتى بلادي سوريا".
وفي الوقت الذي ينهمك العالم باسره بلعبة "بوكيمون غو" او بالحديث عنها، قرر نشطاء على فيسبوك نشر صور التقطت لأطفال في مناطق سورية عدة وهم يرفعون لافتات تستخدم هذه الكائنات الافتراضية لجذب انظار العالم الى ما يعيشون.
ففي العام 2011 انطلقت في سوريا احتجاجات سلمية ضد نظام الرئيس بشار الاسد سرعان ما واجهتها قوات الامن بقسوة شديدة، فتحولت الى انتفاضة مسلحة ودخل البلد في دوامة عنف مدمرة تداخلت فيها القوى المحلية والاقليمية والدولية.
ومن اللافتات المرفوعة واحدة في كفرنبل، في ريف ادلب، تصور احدى المخلوقات الوهمية وهو ينادي العالم "انا من كفرنبل انقذوني".
وتعاني كفرنبل، على غرار مناطق كثيرة على امتداد الخريطة السورية، من قصف متواصل من الطيران السوري والروسي، اضافة الى المضايقات التي يعاني منها المعارضون المدنيون لنظام الرئيس بشار الاسد على يد متشددي جبهة النصرة.
ونشر المكتب الاعلامي لقوى الثورة السورية صوراً مماثلة لأطفال في كفرزيتا وكفرنبودة، وهما قريتان من ريف حماة (وسط) تحت سيطرة قوات المعارضة.
وتظهر احدى الصور احد كائنات البوكيمون يبكي الى جانب طفل امام مبنى يحمل اثار القصف.
وترتكز لعبة "بوكيمون غو" التي تمزج الحقيقة بالخيال على الواقع المعزز ويمكن الامساك بشخصياتها بواسطة كاميرا الهواتف الذكية، وتظهر هذه الكائنات في مواقع حقيقية تلتقطها كاميرا الهاتف او تظهرها اعتمادا على انظمة تحديد المواقع الجغرافية.
وتلاقي هذه اللعبة منذ اطلاقها قبل اسبوعين اقبالا كبيرا جدا على مستوى العالم كله، حتى ان حكومات عدة في العالم حذرت مواطنيها من المخاطر والمتاعب التي قد يسببها الاسترسال في اللعب مع الانفصال التام عن الواقع، مثل دخول مناطق محظورة او حقول الغام، او السقوط في مستنقعات، او التعرض للسرقة او ضربات الشمس وغير ذلك.