فاجأت المخرجة اللبنانية نادين لبكي الجميع، بإعلان ترشّحها للانتخابات البلدية التي ستقام الشهر المقبل في لبنان، وكثيرون تساءلوا ما الذي دفع بمخرجة إلى الزج بنفسها في أتون السياسة، في بلد ضاعت فيه الثقة بين المواطن والمسئول؟

نادين التي لم تكن يوما غائبة عن هموم المجتمع من خلال أعمالها الفنية، ردّت على الأسئلة المستنكرة بالقول إنها ترشحت لأنها كمواطنة تشعر بالغبن والحزن والخوف على مصير أولادها، خائفة من التلوّث البيئي ومن اختفاء المساحات الخضراء، ومن ارتفاع نسبة التلوث، ومن الاستهتار بالمباني الأثرية.

نادين تسجّل اليوم ظاهرة جديدة في حال فازت في الانتخابات، إذ ان الفنانين نأوا بأنفسهم، حتى منذ ما قبل الحرب، عن الخوض في دهاليز السياسة، على رغم أن أكثر من فنان ترشح للانتخابات النيابية التي تأجلت العام الماضي وتمّ التمديد للمجلس النيابي وإطاحة أحلام الفنانين.

خسارة للعائلة الرحبانية

الفنان غسان الرحباني، ابن الموسيقار الياس الرحباني، كان قد ترشح في العام 2009 عن لائحة العماد ميشال عون، يومها لم يشفع تاريخ العائلة الرحبانية لغسان، فسقط بالضربة القاضية ما جعله يعيد حساباته مؤكداً أنه لو فكّر مجدداً في الترشح فلن يترشح عن أية لائحة سياسية وسيخوض الانتخابات منفرداً.

بدوره، كان الفنان زياد الرحباني مشروع مرشح في بيروت، إلا أنه رفض خوض الانتخابات وانسحب في اللحظات الأخيرة، لعدم رغبته في خوض معركة خاسرة، حيث كانت كل المؤشرات تشير إلى أن اللائحة المقابلة هي الأكثر حظاً في الفوز.

وبدوره، أعلن الإعلامي جورج قرداحي عن ترشحه العام الماضي عن لائحة العماد ميشال عون، إلا أن تأجيل الانتخابات أطاح حلم قرداحي.

ترشح عارضات الأزياء

الانتخابات الماضية كانت ستشهد في حال حصلت هجمة من عارضات الأزياء على المجلس النيابي، حيث أعلنت العارضة وصاحبة أشهر وكالة لعرض الأزياء في لبنان ناتالي فضل الله عن ترشّحها إلى الانتخابات، ووضعت ناتالي مشروعها الانتخابي، مؤكدة أنها في حال لم تفز بالانتخابات سترشح نفسها إلى رئاسة الجمهورية.

من جهتها، قامت العارضة المثيرة للجدل ميريام كلينك بإعلان ترشحها، ووضعت برنامجاً انتخابياً يتلخص بوضع تشريعات تحمي المرأة، وبتأمين الكهرباء والمياه إلى المواطنين، إلا أنها وقبل تأجيل الانتخابات، أعلنت أن المهلة القانونية للترشح فاتتها ولم تتمكن من تقديم طلبها، مؤكدة أنها ستترشح في الانتخابات المقبلة.

وبعيداً عن عارضات الأزياء، ثمة أسماء فنية كانت دوماً مطروحة للانتخابات، مثل الفنانة جوليا بطرس التي يشغل زوجها الياس بوصعب منصب وزير التربية وقبله رئيس بلدية، إلا أن جوليا كانت تفضل دوماً النأي بنفسها عن العمل السياسي، رغم مواقفها السياسية المعروفة والصريحة.

كما أن اسم الفنان راغب علامة كان دوماً مطروحاً كمرشح محتمل إلى أن أعلن الفنان أنه لن يقبل بالترشح طالما أن الانتخابات وتوزيع المقاعد النيابية تجري بطريقة الكوتا الطائفية، مؤكدا أنه لن يترشح إلا في حال إلغاء الطائفية السياسية، وذلك حسب تقرير نشرته صحيفة "القبس" الكويتية.