العدد 4931 - الإثنين 07 مارس 2016م الموافق 28 جمادى الأولى 1437هـ

"العود المغربي" يفقد ملك أوتاره بعد رحيل سعيد الشرايبي


"حتى نهايات التقاسيم سعيد الشرايبي شكرا لك"... بهذه الكلمات نعى الفنان والموسيقي اللبناني مارسيل خليفة عبر حسابه على "تويتر" صديق الفن الموسيقار المغربي سعيد الشرايبي، الذي أعلن عن خبر وفاته صباح الخميس الماضي (3 مارس/ آذار 2016) عن عمر يناهز 65 عاما تاركا وراءه إرثا فنيا عريضا وحسرة عميقة في قلوب محبيه في العالم العربي.

وقد نعى العاهل المغربي محمد السادس، الشرايبي مستحضرا في برقية التعزية التي بعثها لعائلته ما كان يتحلى به الراحل من موهبة فنية وحس مرهف وأداء رفيع ودوره في أغناء الخزانة الفنية المغربية بإبداعاته، حسب ما نشر موقع "هسبريس" المغربي. كما عبرت وسائل الإعلام المغاربية عن حزنها لرحيل الشرايبي بعناوين بارزه، كان أبرزها عنوان موقع "أحداث أنفو"... "رحيل الروح عن العود المغربي".

أما الفنانون المغاربة فقد نعوا الراحل عبر شبكات التواصل الاجتماعي، إذ كتبت الفنانة كريمة الصقلي (صديقة الشرايبي) على صفحتها في "الفيسبوك": "إنا لله وإنا إليه راجعون رحل عنا الصديق العزيز الموسيقار والريشة الذهبية الأستاذ سعيد الشرايبي رحمه الله". فيما كتب الممثل محمد نظيف: "كبير آخر يرحل عنا... لقد غادرنا اليوم الموسيقار وعازف العود الأستاذ سعيد الشرايبي بعد معانات مع المرض... تعازي الحارة لأسرته وأصدقائه ومحبيه... رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته وألهم دويه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون" كما نشر موقع "سلطانة" المغاربي.

ومن جانبها، أبدت الفنانة نبيلة معان عن بالغ حزنها على رحيل الموسيقار الشرايبي وكتبت في صفحتها الرسمي : "المغرب يفقد واحد من أكبر موسيقييه، يرحمك الله أستاذي"، حسب ما ذكر موقع "سلطانة" المغاربي.

ويعتبر سعيد الشرايبي (1951 ــــ 2016) الذي تغذى على مائدة الموسيقى وهو في الثالثة عشر من عمره في مسقط رأسه مراكش، وهو من أمهر عازفي آلة العود في العالم العربي، بل تجاوز ذلك ليكون بعدها من الباحثين والمطورين في مجال هذا الفن. وكان له الدور الكبير في صنع العلاقة بين الموسيقى العربية الأندلسية والتركية والفارسية. وشارك في العديد من المنتديات المتخصصة في الموسيقى.

وقد بلغ الشرايبي مرحلة الاحتراف تماما في الموسيقى في العام 1979 إلى أن صعد في العام 1986 على منصة الشهرة العربية  بعد فوزه بجائرة مسابقة بغداد الموسيقية "الريشة الذهبية"، ليشارك بعدها مباشرة في "مهرجان فاس".

كما حصل الشرايبي على العديد من الجوائز منها: في باريس في العام 1992 وبعدها بعامين جائزة الاستحقاق عن دار الأوبرا في القاهرة، وأخرى من قِبل الجمعية الوطنية للموسيقى في اليونسكو في العام 2002، وكان آخر تلك الجوائز عند تتويجه بتوشيح ملكي خلال عيد المسيرة الخضراء المغربي في العام 2015.

ومن أهم أعمال الفنان الراحل وإنجازاته إثرائه التراث المغربي والعربي بالعديد من المعزوفات والألحان وتخليفه مجموعة متميزة من المؤلفات في مجال موسيقى من أشهرها: "سماعي راست"، و"مقطوعة نزهة"، و"لونغا سوزناك" و"مقطوعة أبواب فاس".

أما أهم أعماله التي بغلت 500 مقطوعة فقد كان أبرزها: "عود المغرب" و"مفتاح غرناطة " بجزأيه، "أفران"، "الفروسية" وغيرها .

يذكر أن الشرايبي أصيب بمرض الربو منذ العام 2002، وفي فبراير/شباط الماضي أصيب بأزمة تنفس حادة أفقدته الوعي وتسببت له في ذبحة قلبية أدخل على إثرها إلى أحد المستشفيات، ثم نُقل إلى أحد مستشفيات الدار البيضاء، حيث فارق الحياة ولجانبه رفيق دربه العود... ولن يعود سعيد وستبقى بصماته الرائدة تدل عليه .





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً