تُصوِّر الأعمال الخيالية أفراس النهر على أنها حيوانات عملاقة تتسم باللطف. ولكنها قد تنقلب في حقيقة الأمر إلى كائنات عنيفة؛ بوسعها حتى قتل البشر.
تتمثل السمعة السائدة عن أفراس النهر في أنها حيوانات لطيفة ولكنها بطيئة وخاملة، من فئة الكائنات آكلة العشب، تقضي حياتها تتقلب وتستلقي وتتحرك باسترخاء في مياه استوائية موحلة، منعزلة عما سواها من حيوانات.
أما الحقيقة فهي أن تلك الحيوانات تتسم بالرشاقة في الحركة، والعدوانية في السلوك على نحو ملحوظ، بل إنها أحيانا ما تقتل – أو تقتات على ما يمكن أن تجده من بقايا - حيوانات مثل الظبي الأفريقي والبقر الوحشي والجاموس.
وفي بعض الأحيان، تقتل أفراس النهر البشر أنفسهم. وخلال جولات ليلية تقوم بها خارج المياه؛ تقطع تلك الحيوانات أميالا عديدة في رحلات مضنية، كي تحصل على وجبات خفيفة وسريعة من النباتات الشهية، بما في ذلك المحاصيل الزراعية، وهو ما يجعل علاقة الجيرة بينها وبين البشر مزعجة ومضطربة.
فإذا ما صدق المرء منّا ما يراه ويقرأه في الأعمال الخيالية؛ فسيعتبر أن أفراس النهر من بين ألطف المخلوقات العملاقة الموجودة في أفريقيا. فهي تُصوّر في هذه الأعمال وهي ترتدي تنورات منتفشة قصيرة للغاية، أو وهي تبذل جهودا مضنية لتعزيز صداقاتها بما حولها.
وللإنصاف، فإن أفراس النهر تبدو على أرض الواقع ذات مظهر مُضحِك قليلا، بوجوهها التي ترتسم عليها ملامح الحزن والحداد، وبطونها المنتفخة التي تستند إلى أربع أرجل بدينة وقصيرة. رغم ذلك؛ فإن المظهر يمكن أن يكون خادعا.
يقول يوهان إكستيين، وهو باحث بيئي في مجال الحفاظ على الطبيعة من جنوب أفريقيا: "غالبية من هم في الخارج لا يدركون مدى الخطورة التي يمكن أن تتسم بها هذه الحيوانات".
وعلى مدى نحو ثلاثة عقود؛ أجرى إكستيين أبحاثا تتناول مسائل متعلقة بأفراس النهر. وهو يعمل حاليا لحساب وكالة "موبيمولينغا" للمتنزهات والسياحة، وهي هيئة حكومية تُعنى بحماية الحياة الطبيعية والمحميات في جنوب أفريقيا.
ويقول إكستيين إن التثاؤب المتكرر لفرس النهر الذي يراه السائحون ويفترضون أنه مؤشرٌ على أن هذا الحيوان سعيد وراضٍ ليس إلا "علامة خطر"، وذلك حسب تقرير نشرته "بي بي سي".