المنامة - عباس سلمان

قال مسئول في هيئة شئون الكهرباء والماء إن البحرين ستطرح مناقصة استيراد وتركيب نحو مليوني مصباح كهربائي جديد نهاية شهر مايو/ أيار العام 2013 كجزء من خطة طموحة تنفذها المملكة لترشيد استهلاك الطاقة في البحرين التي تنتج نحو 4000 ميغاوات من الكهرباء يومياً.

وتزامن التصريح في وقت ستستضيف فيه البحرين «معرض ومنتدى ترشيد الطاقة والمياه»، والذي سيقام في مركز البحرين الدولي للمعارض في 17 يونيو/حزيران العام 2013 تحت شعار «نحو تنمية مستدامة»؛ إذ يتوقع مشاركة 19 دولة في هذا التجمع الذي يهدف إلى ترشيد الطاقة والمحافظة على المياه.

وأوضح رئيس المنتدى، عدنان فخرو، أنه يتوقع طرح مناقصة «لتوريد وتركيب مليوني مصباح كهربائي موفر للطاقة وأكثر كفاءة من نوع CFL و LED في نهاية شهر مايو، في حين سيتم التخلص من المصابيح الحالية الرديئة تدريجياً ضمن خطة وطنية، بالتعاون مع البنك الدولي باستثمارات تبلغ نحو 3 ملايين دينار، بغرض تقليل الاستهلاك الكهرباء وحماية البيئة.

وتهدف الخطة، التي سيتم تنفيذها في البحرين على مراحل، في نهاية المطاف إلى وقف استيراد المصابيح الكهربائية التقليدية المستخدمة حالياً، والتي تستهلك نحو 10 في المئة من الاستهلاك الكلي للكهرباء في المملكة البالغ نحو 3 آلاف ميغاوات، من أصل 4 آلاف ميغاوات يتم إنتاجها.

وستكون البحرين هي الثانية من بين الدول العربية بعد لبنان، والأولى في منطقة الخليج التي تطبّق هذا البرنامج.

وكان وزير المالية، الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة، ووزير الدولة لشئون الكهرباء والماء، عبدالحسين ميرزا، قد وقعا اتفاقية مع البنك الدولي بتاريخ 4 أكتوبر/تشرين الأول 2012 لتقديم الخدمات الاستشارية والدعم الفني لمشروع رفع كفاءة الإنارة في القطاع السكني.

وتستهلك المصابيح التقليدية نحو 10 في المئة من الاستهلاك الكلي للكهرباء في القطاع السكني بحسب الإحصاءات المتوافرة للعام 2011، مقارنةً بنحو 3 في المئة فقط في حال استخدام المصابيح ذات الكفاءة العالية في استهلاك الكهرباء.

ويصل العمر الافتراضي لمصابيح الإنارة (CFL) إلى 6 أضعاف العمر الافتراضي لمصابيح الإنارة التقليدية، في وقت تتميز مصابيح ( LED) باستهلاك قدر من الطاقة يقل كثيراً عن ذلك الذي تستهلكه المصابيح التقليدية.

استهلاك الكهرباء

من ناحية أخرى أفاد فخرو أن النمو في استهلاك الكهرباء في البحرين، التي يبلغ عدد سكانها 1,2 مليون نسمة، يتوقع أن يصعد بنسبة 8 في المئة خلال العام 2013، بعد أن وصل بين 4 إلى 6 في المئة في السنوات السابقة.

وتنتج المملكة نحو 4000 ميغاوات، في حين أن الاستهلاك الفعلي يصل إفي ذروته إلى 3260 ميغاوات بحسب ما أفاد به فخرو.

وبالإضافة إلى الطاقة الفائضة، فإن البحرين يمكنها استخدام الربط الكهربائي الخليجي إذا دعت الحاجة.

وتقدم الحكومة في الوقت الحاضر دعماً لجميع مستهلكي الكهرباء في البحرين، التي يقطنها نحو 1,2 مليون شخص؛ إذ إن كلفة الوحدة تبلغ 22 فلساً، في حين إن شرائح الاستهلاك تبدأ من 3 فلوس وترتفع إلى الحد الأقصى البالغ 16 فلساً.

وعلى صلة بذلك، أفاد مدير عام شئون النفط والغاز بالهيئة، جاسم الشيراوي، أن البحرين تنتج 1,4 مليار مكعب من الغاز يومياً يذهب معظمه إلى محطات توليد الطاقة، وأن الهيئة لديها خطة مع شركة تطوير البترول لزيادة القدرة الإنتاجية لكي تتماشى مع الطلب المحلي الذي ينمو بين 4 إلى 6 في المئة.

وأضاف الشيراوي خلال مشاركته في مؤتمر صحافي للإفصاح عن منتدى ومعرض الطاقة المقبل أن الغاز في البحرين يكفي الاستهلاك المحلي حتى العام 2024، ولكن قد يحدث عجز بعد ذلك إذا استمر استهلاك الغاز بمعدله الحالي.

الطاقة الشمسية

من جهة ثانية ذكر الشيراوي أن العمل في محطة للطاقة الشمسية تبلغ طاقتها الإجمالية 5 ميغاوات متواصل وأن المحطة يتوقع أن تبدأ في إنتاج الطاقة، جزئياً، في نهاية شهر مايو العام 2013، على أن تكتمل بنهاية العام، وأن مدينة العوالي ستكون المحطة الأولى للتغذية من الطاقة الشمسية.

وقد كشف وزير شئون الكهرباء والماء، عبدالحسين ميرزا، عن خطط إنشاء محطة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بكلفة تبلغ 25 مليون دولار، لتغطية استهلاك مدينة العوالي، ومصفاة النفط، وجامعة البحرين لإنتاج نحو 5 ميغاوات من الكهرباء.

كما تحدث عن حاجة البحرين لبناء محطة كهرباء جديدة بحلول العام 2016 بكلفة تصل إلى ملياري دولار، على أن يبدأ التنفيذ في نهاية العام 2015 أو مطلع العام 2016، لتغطية الطلب المستقبلي على الطاقة. وسيتم توليد 10 في المئة، أو أكثر من 400 ميغاوات، من الطاقة الكهربائية من خلال الطاقة المتجدّدة في البحرين التي لديها رؤية اقتصادية طموحة تمتد حتى العام 2030.

ويقول خبراء اقتصاديون، إن دول الخليج العربية تحتاج إلى نحو 200 مليار دولار بهدف مضاعفة الطاقة الإنتاجية للكهرباء حتى العام 2015 بسبب الطفرة الاقتصادية التي تعيشها المنطقة، في ظل أعلى نسبة زيادة في السكان وارتفاع استهلاك الطاقة الكهربائية.

منتدى الطاقة

وستبدأ أعمال منتدى ومعرض الطاقة في البحرين في 17 يونيو العام 2013. وقال فخرو إن الهدف منه «التوعية بأهمية ترشيد الطاقة والمياه للحفاظ على ثرواتنا الطبيعية من الهدر غير الضروري والبحث عن المصادر البديلة لإنتاج الطاقة والمياه والطرق المثلى للاستهلاك».

كما يهدف المعرض والمنتدى إلى نشر الوعي بين المستهلكين والمصنعين والمنفذين، وذلك بالاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في هذا المجال؛ إذ أوضح فخرو أن المعرض سيوفر منصة للشركات والمؤسسات الباحثة لعرض المنتجات والخدمات ذات الصلة بموضوع ترشيد الطاقة والمياه وغيرها من الخدمات المتصلة.

كما سيُنظَم منتدى علمي تزامناً مع انعقاد المعرض؛ إذ سيقدم 17 ورقة عمل من داخل البحرين وخارجها على مدار اليومين الأوليين، وكذلك ورشتا عمل في اليوم الثالث الأولى بعنوان «المباني عالية الكفاءة في استخدام الطاقة»، والثانية ستكون بعنوان «كفاءة استخدام المياه». وقال فخرو إن التوقعات على المستوى العالمي تشير إلى تزايد النمو في استهلاك الطاقة بأكثر من 60 في المئة بحلول 2030، وانخفاض المخزون من موارد الطاقة العالمية معظمه بسبب تعاظم النمو الاقتصادي في عدة دول ومن بينها الصين والهند.

رئيس جمعية المهندسين البحرينية، عبدالمجيد القصاب، أعرب عن ثقته في نجاح المعرض والمنتدى «خصوصاً أننا نرى أن مثل هذه المعارض والمنتديات من شأنها أن تضع البحرين في مكانة متميزة في المنطقة في مجال تحسين الكفاءة وتعزيز التنمية المستدامة، كما أن إنشاء لجنة خاصة بالطاقات المتجددة في المملكة من شأنه أن يساهم في الدفع بجهود تعزيز نموها في البحرين وزيادة مساحتها في مجال الطاقة المنتجة».