تأتي منافسات أولمبياد لندن 2012 في وقت مثالي بالنسبة إلى نجم كرة المضرب السويسري روجيه فيدرر العائد بقوة إلى صدارة التصنيف العالمي ومحطم الأرقام القياسية، إذ يبدو أقرب من أي وقت مضى لإحراز ذهبيته الأولى في الألعاب الأولمبية (في منافسات الفردي)، وسيكون الصربي نوفاك دجوكوفيتش له بالمرصاد خصوصاً بعد انسحاب الإسباني رافايل نادال بطل النسخة الماضية.

ووضع معظم اللاعبين المنافسات الأولمبية هدفاً أساسياً في الموسم إذ أنها من المرات القليلة جداً التي تحظى فيها مسابقة كرة المضرب في الأولمبياد بهذه الأهمية من قبل المصنفين في المراكز الأولى عالمياً.

ويكفي العودة إلى سجل الفائزين بالذهبية للتأكد من عدم اهتمام اللاعبين البارزين في العالم بالألعاب الأولمبية (باستثناء بعض الدورات منها النسخة الماضية في بكين 2008)، وعلى سبيل المثال فقد فاز بالذهبية لاعبون عاديون أمثال التشيكي ميروسلاف ميسير العام 1988 والسويسري مارك روسيه في 1992 والتشيلي نيكولاس ماسو في 2004.

فيدرر وحلم الذهبية

وذاق فيدرر طعم التتويج على الصعيد الأولمبي حين نال مع زميله ستانيسلاس فافرينكا ذهبية الزوجي قبل 4 أعوام في بكين، يحلم بذهبية الفردي هذه المرة التي ستعزز رصيده الزاخر.

فبعد أكثر من عامين بعيداً عن الألقاب في بطولات الغراند سلام، ها هو فيدرر الذي يبلغ الحادية والثلاثين في الثامن من أغسطس يرتقي إلى مستوياته الكبيرة ويحصد بطولة ويمبلدون الإنجليزية العريقة للمرة السابعة في تاريخه معادلا بذلك رقم الأسطورة الأميركية بيت سامبراس.

وتشاء الصدفة أن تستضيف ملاعب ويمبلدون في نادي «أول إنغلند كلوب» (عموم إنجلترا) منافسات كرة المضرب في الألعاب الأولمبية للمرة الثانية في تاريخها بعد أولمبياد 1908، وهي المكان المفضل لفيدرر الذي يعشق اللعب على العشب.

وعلق فيدرر على ذلك قائلاً: «إنه أمر رائع أن تقام مباريات الألعاب الأولمبية في ويمبلدون، فقد يحصل اللاعب على هذه الفرصة مرة واحد فقط». وشهدت ويمبلدون استعادة فيدرر المبادرة، فقد عاد إلى صدارة التصنيف العالمي للاعبين المحترفين للمرة الأولى منذ أكثر من 3 أعوام، منذ أن انتزعها منه الإسباني رافايل نادال، ثم خلفه الصربي نوفاك دجوكوفيتش. ليس هذا فقط، بل إن السويسري كسر الرقم القياسي لأطول فترة كمصنف أول في العالم بفارق أسبوعين حالياً عن سامبراس (288 أسبوعاً) والرقم مرشح للصعود. وحمل اللقب الأخير لفيدرر في ويمبلدون الرقم 75 في مسيرة فيدرر حتى الآن، و17 في الغراند سلام وهي ويمبلدون. لكنه ما يزال يبحث عن ميداليته الذهبية الأولى في منافسات الفردي في الألعاب الأولمبية، وستكون فرصته في لندن الأخيرة لتحقيق حلمه لأنه كان ألمح في مرة سابقة إلى «الاعتزال بعد أولمبياد لندن» وإلى أنه «يريد إنهاء مسيرته بإحراز اللقب الأولمبي»، كما أنه وضع الألعاب الأولمبية «هدفاً رئيسياً له في العام 2012».

دجوكوفيتش عينه على الذهب

وأمضى الصربي نوفاك دجوكوفيتش عاماً كاملاً في صدارة التصنيف العالمي بفضل أداء «أسطوري» في العام 2011 توج فيه بطلاً في 10 دورات منها ملبورن وويمبلدون وفلاشينغ ميدوز، وأدهش العالم بأدائه القتالي الرائع والمستوى الثابت واللياقة البدنية العالية.

ويأمل دجوكوفيتش (25 عاماً) بدوره بنيل الذهب الأولمبي بعد أن اكتفى بالبرونزية في بكين، وقد فقد لقبه في ويمبلدون بخسارته أمام فيدرر في نصف النهائي، ويتضمن سجله 5 ألقاب في بطولات الغراند سلام في ملبورن (2008 و2011 و2012) وويمبلدون (2011) وفلاشينغ ميدوز (2011). ويخوض الفارس البريطاني آندي موراي المصنف رابعاً عالمياً المنافسات على أرضه التي كادت تحقق الفارق في ويمبلدون لولا خبرة فيدرر في النهائي.