لحظة تاريخية وحاسمة تلك التي نمر بها نحن البحرينيين الآن، وفي هذا المقطع الزمني من تاريخ بلدنا، لأن هذا الظرف الذي نعيش فيه يحتم علينا تغيير أسلوب مواصلة النضال وحمل شعلة الحرية التي ضحى من أجلها سنة البحرين وشيعتهم.
اولئك الذين ضحوا بفلذات اكبادهم، أو من رسمت السياط على ظهورهم، أو اولئك الذين ابعدوا عن الوطن قسرا وظلماً... كل هذه الفئات عليها ان تختار اليوم الطريق الذي تراه مناسباً ويحقق لها أقل كلفة وأسرع وتيرة لتحقيق أهدافها.
صراع الارادات الجانبية والانشغال عن المعركة الحقيقية هما اللذان قادا الى الكثير من الانتكاسات المتلاحقة التي مني بها دعاة الاصلاح في البحرين منذ عقود طويلة من الزمن، فغالباً ما كانت تطغى الجزئيات الصغيرة على الكليات الكبيرة، ونادراً ما كانت القيادات تصيب في اختيارها!
أدرك جيدا استحالة وجود حل جذري لموروث سيئ رسم نفسه على كل بقعة من بقاع هذه الأرض، في ظل فساد مستشر وتمييز واضح في كل الوزارات والمؤسسات، لكننا ندرك أيضاً ان نَفَساً اصلاحيّاً موجود على أرض الواقع فعلاً، ومن السذاجة بمكان ان نضيعه في طرفة عين، فالتخبط السياسي الذي جربناه قاد الى مسالك وعرة كثيراً.
المعركة التي أمامنا شرسة، ويشوبها كثير من التضليل والتشويش وبالونات الاختبار التي تريد إبعادنا عن هدفنا الكبير المتمثل في بناء بحرين حرة وديمقراطية ومؤسساتية، ويحظى المواطنون فيها بكرامة المواطنة كالاخرين عبر انجاح المشاركة من بابها الأوسع وانهاء حال القطيعة وشغر الفراغ الذي استرقه من لا يستحقه، وغنم به من لم يسعَ اليه.
هذه اللحظة التاريخية التي نعيشها من عمر وطننا تشكل امتحاناً حقيقيّاً لارادة الحكم على الاصلاح ولقدرة الشعب على مواكبة اية نغمة اصلاحية جدية يلمسها بعد ليل مظلم نشر البؤس فينا ردحاً طويلاً من الزمن.
الديمقراطية هي في النهاية تدافع قوى ينتج عنه هامش نسبي للحرية وشيء من الأمل في الاصلاح، وقوى الظلام التي ولدت من رحم الاستبداد وعاشت على سطوة أمن الدولة، التي لا تعرف مكنتها السكون، تحاول إبعادنا عن هذا الهدف، ولكن حان وقت الاختيار
إقرأ أيضا لـ "حيدر محمد"العدد 1338 - الجمعة 05 مايو 2006م الموافق 06 ربيع الثاني 1427هـ